الموضوع: لماذا قال الله تعالى { لكل ضعف ولكن لا تعلمون }؟

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 29 من 29
  1. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , و ياحبيبي في حب ربي الأنصاري الكريم (عبد الله الحسيني) فإن إمامنا الكريم صلاة ربي وسلامه عليه لم يكشف إلا القليل القليل من علم الكتاب , والحكمة واضحة من ذلك , لأن هناك الكثير و الكثير من الأمور والتي تخالف معتقد المسلمين إختلافا كبيرا وجوهريا, فلوبينها الإمام الكريم , فسيكبر عليهم الأمر كثيرا كثيرا ,ولربما سينقلب بعض الأنصار من الذين لم يؤمنوا بعد بحقيقة اسم الله النعيم الأعظم , ولا أدري إن كان سيبينها الإمام الكريم مستقبلا أم لا , فنسأل الله الحبيب الأعظم أن يثبتنا على الصراط المستقيم , إن ربي سميع الدعاء , وبالنسبة لموقع كوكب (سقر) في ملكوت السماوات والأرض , فإن إمامنا الكريم لم يوضح لنا مكانها بالتفصيل واكتفى فداه نفسي بالقول : ( بأنها توجد دون السماء وفوق الأرض وأهل النار ملأ أعلى بالنسبة لأهل الأرض ) . وبالنسبة لي فإني أتدبر في خلق السماوات والأرض , وبالتأكيد فإني لا أملك (فصل الخطاب) . فحين ننظر بقول إمامنا الكريم عن موقع كوكب سقر فإننا نجد ثلاثة أشياء -1- ملأ أعلى -2- فوق الأرض-3- دون السماء وأيضا -4-تأتي إلى أرضنا من أسفل الأراضين السبع , وبعد ذلك أخذت أتدبر القرآن الكريم لأعرف موقعها بالضبط في ملكوت السماوات والأرض مستعينا بالمعطيات التي صرح بها الإمام الكريم صلاة ربي وسلامه عليه وآيات الذكر الحكيم , فوجدت أن سقر موجودة في ( برزخ ) في الفضاء وهو (فاصل) بين شيئين كما وضحت في المشاركة السابقة , ولكي نتأكد أكثر بأن كوكب (سقر) هي فعلا موجودة في برزخ (في الفضاء) وهوفاصل (بين شيئين) فعملت مقارنة بين (البرزخين) -1- برزخ البحرين (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) صدق الله الحبيب الأعظم-2- برزخ جهنم (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) صدق الله الحبيب الأعظم. ثم بحثت عن أوجه الشبه بينهما , فانظر إلى قوله تعالى في وصف ( البرزخ المائي) ( وهوَ الذي مَرَجَ البَحرَينِ هذا عذبٌ فراتٌ وهذا مِلحٌ أُجاجٌ وجعلَ بينهما برزخاً ( وحِجراً محجوراً ) . صدق الله الحبيب الأعظم . وانظر إلى وصف ( البرزخ الفضائي ) بقوله تعالى : ( يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون (حجرا محجورا )) صدق الله الحبيب الأعظم . ومن هنا نعلم بأن سقر موجودة في ( منطقة فاصلة) والآن سننظر ونتدبر في هذه المنطقة الفاصلة هل هي موجودة في محيط وملكوت السماء الأولى أم أنها منفصلة بذاتها عنها ,,,,؟ والجواب هو : بأنها منفصلة عنها , ولنرجع لقول إمامنا الكريم في بيانات النور فلا ينبغي أن يناقض بعضها بعضا فكوكب سقر في بيانات النور يقول, بأن سقر هي فوق الأرض , ولكنك تجد في بيان آخر بأنها أسفل الأرض من بعد الأراضين السبع وتأتي للأرض من أسفلها . فلو كان كلامك صحيح ياحبيبي في حب ربي (عبد الله الحسيني) بأن سقر تتبع لملكوت السماء الأولى . إذا لصار هناك تناقض في البيان الحق للقرآن الكريم , فكيف تكون سقر ( فوق الأرض وأسفل الأرض من بعد الأراضين السبع في نفس الوقت).....؟ ومن هنا يتضح لنا بأن سقر منفصلة عن ملكوت الأرض ولا يهم بعدها إن كان اتجاهها إلى أسفل الأرض أو شرقها أو غربها لأنها أصبحت ملأ منفصل عن ملكوت الأرض ولا يتبع له .. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه. وهو هل ملكوت السماء الأولى ينقسم إلى قسمين وهو -1- ملكوت الأرض وهو( الأرض الأم + الأراضين السبع من بعد أرضنا ) و-2-ملكوت السماء وهو (الشمس والقمر والنجوم ) . وكلاهما في أقطار السماء الأولى .لقوله تعالى ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ) صدق الله الحبيب الأعظم . وبعد التدبر في هذا لأمر , سيتضح لنا . إن كان البرزخ الفضائي إما هو -1- موجود في أقطار السماء الأولى ويفصل بين الملكوتين ملكوت الأرض وملكوت السماء في أقطار السماء الواحدة ( السماء الأولى). أو أنه موجود بين أبواب السماء الأولى وأبواب السماء الثانية ويفصل بينهما. هذا وإن عند إمامنا الكريم الإمام المهدي المنتظر الحق من رب العالمين ناصرمحمداليماني ( حسن الجواب وفصل الخطاب ) . وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عبد الله الحسيني
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وسلام على المرسلين وآلهم وعلى المهدي المنتظر وآله ومنهم أنصار الله، قليل من الآخرين
    الحمد له حمداً طيباً مباركاً بعدد قطرات البحار وعدد الثمار والأوراق والأشجار من أول الخلق إلى بداية الحيوان.
    ...
    انتهى الاقتباس من عبد الله الحسيني
    قال تعالى(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ۚ أُولَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿١٨الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿١٩أُولَـٰئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ۘ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ ۚ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ ﴿٢٠أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢١لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ ﴿٢٢إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٣ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚأَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٢٤ صدق الله العظيم
    فيا اخي الكريم لنعود الان الى اية التي ذكرتها انت في بدياة منشورك فقال تعالى(قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ ﴿٣٨وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴿٣٩﴾صدق الله العظيم
    ولنعلم ما هو الضعف علينا ان نذهب الى الايات التي قبلها فقال تعالى(
    فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ أُولَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ﴿٣٧﴾صدق الله العظيم
    اذا كان هذا الحديث بينهم ورد الله عليهم وهم في العذاب البرزخي من بعد الموت ويتبين من خلال ذلك الضعف لكل منهم هو من بعد البعث الشامل لجميع الخلائق لان العذاب على الجسد والروح معا اعظم من العذاب على الروح لوحدها
    لذلك سماه الله عذاب مضاعف فلكل منهم ضعف وطبعا الله ياعف المدة لجماعة على جماعة فكما لا يستوي اصحاب الجنة في الجنة كذلك لا يستوي اصحاب النار في النار فلكل مدته ونوعية عذاب مختلفة وشديدة ولكن لكل ضعف ولكن لا يعلمون وهذا لا يعني ان يكون الضعف
    متشابها فيما بينهم الا انه لكل منهم ضعف ولكنهم هم لا يعلمون بذلك
    لا اله الا الله وعلى انبيائه صلى الله وعلينا حلت رحمة الله
    الله الله الله الله
    يا سعد قوم بالله فازو ولم يرو في الورى سواه ولم يرو في الورى سواه
    قربهم منه واجتباهم قوم يحبهم ويحبونه
    ليس هذا باجتهادنا انما الفضل من الله
    ازال حجب الغطاء عنهم فراو رضوانه في سماه
    ليس هذا باجتهادنا انما الفضل من الله


  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحیم


    اقتباس المشاركة 65587 من موضوع الحوار المفصّل في أخبار البعث الأول بين المهدي المنتظر والدكتور أحمد عمرو..

    - 7 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيــــان ]

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=65572

    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - ذو القعدة - 1433 هـ
    15 - 10 - 2012 مـ
    04:43 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهدي الملجم بسلطان العلم لكل عالمٍ يجادلنا من القرآن العظيم، حقيقٌ لا أقول إلا الحقّ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين وأئمة الكتاب رحمةً للعالمين وعلى آلهم الطيبين وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، أمّا بعد..

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، ويا معشر الباحثين عن الحقّ جميعاً، كونوا شهداء بالحقّ بين المهديّ المنتظر والدكتور أحمد عمرو وتدبّروا في الفرق بين بيان المهديّ المنتظَر للذِكر وبيان أحمد عمرو، وسوف تجدون الفرق كبيراً كما بين الليل والنّهار وما بين الظلمات والنّور وما بين الظلّ والحرور وما بين الأحياء والأموات، وما أنت بمسمعِ البيان الحقّ من في القبور لكونهم أمواتاً غير أحياءٍ فلن يسمع الميّتُ من يخاطبه ما دام ميتاً حتى تعود إلى ذلك الجسد الروحُ التي تملك حواس السمع والبصر والحياة.

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ كونوا حَكَماً بيننا بالحقّ أيّنا يأتي بآيات الكتاب ومن ثم يفصّلها من عند نفسه بقول الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، وأيّنا يأتي بآيات الكتاب ومن ثم يبيّنها بآيات أخرى من الكتاب ويفصّل الحقّ تفصيلاً من الكتاب ذكرى لأولي الألباب، وما يذكّر إلا أولو الألباب، وأما أشرّ الدّواب فإنّهم الذين لا يعقلون كلام الله كونهم لا يستخدمون عقولهم للتفكر والتدّبر لكي يفرقوا بين الحقّ والباطل.

    ويا دكتور أحمد عمرو، إنك تلبس الحقّ بالباطل وتحرّف الكلم عن مواضعه المقصودة، وكذلك تأتي بآياتٍ تخصّ خطاب الكفار الذين ليس لهم غير موتةٍ واحدةٍ وبعثٍ واحدٍ، ولذلك تجدون الإمام المهديّ حين يفتيكم بالبعث الأوّل للكافرين فتجدونني أقول: إنّما العودة إلى الدنيا لمن يشاء الله من الكافرين من الذين كذبوا برسل ربّهم، ولم نصدر الحكم أنّ البعث الأوّل يشمل كافة الكافرين كون الكافرون ليسوا سواءً بل درجات، وأضلّ الكفار قوماً آخرين من الكفار من الذين كذبوا على ربّهم ما لم يقله ويقولون على ربّهم بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أُمَمهم.

    ألا وإنّ الذين افتروا على ربِّهم فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أممهم إليكم عائدون وأنتم تشهدون يا معشر الأشهاد الأحياء الذين سوف يشهدون البعث الأوّل لمن يشاء الله من الكافرين، وأرجو أن يتمّ
    التركيز لفتواي عن البعث الأوّل حين أقول: (( لمن يشاء الله من الكافرين)) لأن هناك كافرون ليس لهم غير موتةٍ واحدةٍ وبعثٍ واحدٍ، ولكن أكثر النّاس لا يعلمون.

    وأمّا المبعوثين في عصري وعصركم وزماني وزمانكم -وأنتم تشهدون- فإنّهم الكفار الذين كذبوا على ربّهم فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم بقولهم على الله غير الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى ربّهم وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ربّهم أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)} صدق الله العظيم [هود].

    فمن هم الأشهاد؟ ألا وإنّهم هم الأمّة الحاضرة للبعث الأوّل ولم يموتوا بعد، وقد علموا من بعد بيان الإمام المهديّ أصحابَ البعث الأوّل من الكافرين المفترين على ربّهم الذين أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، ولذلك يوم يشاهدون البعث الأوّل للكافرين المفترين ومن ثم يقول الأشهاد الذين شاهدوا البعث الأوّل يقولون لبعضهم بعضاً: "هؤلاء المبعوثون في البعث الأوّل هم الذين كذبوا على ربّهم"، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ربّهم أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)} صدق الله العظيم؛ ويقصد الأشهاد من قولهم {هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ربّهم}، أي هؤلاء المبعوثون في البعث الأوّل الذين افتروا على ربّهم؛ لكون الأشهاد قد علموا أنّ للمفترين على ربّهم ضِعْفَ الحياة وضعف الممات. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿73﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شيئاً قَلِيلًا ﴿74﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿75﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    لأنّ منهم منافقون وهم من أشدّ النّاس كفراً وعداوةً لله ورسله، حكمَ الله عليهم بالعذاب في النّار من بعد موتتهم الأولى فيقضون حياتهم البرزخيّة في نار جهنّم ومن ثمّ بعثهم في البعث الأوّل فعاد المنافقون منهم إلى ما نُهوا عنه حتى إذا ماتوا قضوا حياةً برزخيّةً أخرى في نار جهنّم إلى يوم البعث الشامل لكافة الكافرين وكافة المؤمنين، ومن ثم يردّون إلى عذابٍ غليظٍ في جهنّم خالدين بالروح والجسد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ويقصد هنا العذاب من بعد الموتة الأولى والموتة الثانية أي العذاب البرزخيّ في الزمن الفاصل بين البعث الأوّل والبعث الثاني ثم العذاب الثالث بالروح والجسد. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم، فأمّا المرتين فيقصد عذابهم البرزخيّ للروح فقط من دون الجسد في النّار، فالعذاب الأوّل من بعد موتتهم الأولى فيتعذّبون في نار جهنّم إلى ميقات البعث الأوّل، ثم يعيدهم الله لقضاء حياتهم للمرّة الثانية، حتى إذا ماتوا فأدخلهم النّار يتعذّبون في نار جهنّم إلى يوم البعث الشامل ومن ثم يردون إلى عذاب غليظ بالروح والجسد. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم، وإنّما العذاب في النّار لكونهم لم يأخذوا جزاءهم من العذاب في الحياة قبل الموت ولكنّ الله كتب لهم العذاب مرّتين في نار جهنّم ثم يردون إلى عذاب غليظ في نار جهنّم بالروح والجسد.

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، أفلا تأتينا بالبرهان المبين الذي لا شك ولا ريب فيه بأنّ الله لم يعذّبهم قبل موتهم في الحياة الدنيا؟ فما يدريك يا ناصر لعل الله يقصد بقوله تعالى:
    {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم، فما يدريك أنّ الله عذّبهم مرّتين في الحياة من قبل موتهم ومن ثم ردّهم إلى عذابٍ غليظٍ في نار جهنّم؟". ومن ثمّ يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على السائلين وأقول: الحمد لله ربّ العالمين إذ لم يجعل الله الإمامَ المهديّ المنتظر كمثل الدكتور أحمد عمرو الذي يأتي ببيان الآيات من عند نفسه ويحسب أنّه ينطق بالحقّ، فذلك هو القول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً وهو أن تأتوا بآيةٍ في الكتاب لا تزال بحاجة للبيان والتفصيل ومن ثمّ تأتوا بتفصيلها من رؤوسكم من عند أنفسكم بما لم ينزّل الله بها من سلطانٍ، ولكنّي الإمام المهديّ أعلمُ أنّ الله لم يعذّب أولئك المنافقين شيئاً بعذابٍ من عنده من قبل موتهم كون حسبهم العذاب في نار جهنّم ثلاث مرات. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم.

    وربّما يودّ السائل أن يقول: "أفلا تأتينا بالبرهان المبين بأنّ الله لم يعذّب المنافقين الذين مرَدوا على النّفاق من قبل موتهم كونك تقول يا ناصر بأنّ الله لم يعذّبهم بعذابٍ من عنده في الحياة الدنيا، وتقول إنّ الله قال أن حسبهم العذاب في النّار". ومن ثم يردّ على السائلين المهدي المنتظر من محكم الذكر وآتيكم بالبرهان المبين بأنّ الله لم يعذّبهم من قبل موتهم كون حسبهم عذاب النّار وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٨﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٩﴾ إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].

    ومن ثم نعلم أنّ الله لم يعذّبهم من قبل موتهم في حياتهم الأولى ونستنبط ذلك من خلال قول الله تعالى:
    {
    أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ‌ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم؛ كون المنافقين الذين مردوا على النّفاق من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر والصدّ عن اتباع الذكر فحين يدخلون مجلس النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقولون: (السام عليكم)، ويردّ عليهم النبيّ ومن في مجلسه من المؤمنين فيقولون للمنافقين: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) كونهم قد ظنّوا أنّ المنافقين قالوا (السلام عليكم)، ولكنهم يلقون تحيتهم بلسانٍ سريعٍ (السام عليكم) فيظنّ النبي والمؤمنين أنّهم قالوا: (السلام عليكم). ومن ثمّ نزل قول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ‌ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم، أولئك المنافقون الذين مردوا على النّفاق الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، فتجدون في محكم كتاب الله أنّه لم يصبهم بعذابٍ من عنده قبل موتهم كونهم يقولون في أنفسهم: {لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴿٨﴾} صدق الله العظيم، أي لولا يعذّبنا الله في الحياة الدنيا، ولذلك ردّ الله عليهم فوعدهم بالعذاب في نار جهنّم وقال الله تعالى :{وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّـهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٨} صدق الله العظيم، بل حسبهم جهنّم مرتين في الحياة البرزخيّة الأولى وفي الحياة البرزخيّة الثانية، وحسبهم عذابٌ غليظٌ بالروح والجسد يوم الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النّفاق لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [التوبة:101].

    والأعجب من ذلك أنّهم عادوا إلى ما نُهوا عنه وحلّوا محلّ إبليس ليفتنوا النّاس من بعد موت الإمام المهديّ، فبالغوا في الإمام المهديّ وأنصاره السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور حتى دعا النّاسُ الإمامَ المهدي وأنصاره السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور فأشرك النّاس بالله مرةً أخرى إلا من رحم ربي، بل سيقولون: "إنّ الإمام المهدي وأنصاره أولاد الله صفوة البشريّة وخير البريّة، ألم يجعله الله إمام الأنبياء وكذلك أنصاره هم الصفوة في عصر الحوار من قبل الظهور؛ صفوة البشريّة وخير البريّة؟ فهم كذلك أولاد الله". ألا لعنة الله على المفترين لعناً كبيراً، ولذلك سوف يعذّبهم الله من بعد موتهم في النّار مرةً أخرى، فسحقاً لأصحاب السعير فلا حسرةً عليهم ولا حزناً، ألا والله ما بالغوا في الإمام المهديّ وأنصاره حباً فيهم بل لكي يشرك النّاس بهم فيواصلون تحقيق هدف الشيطان إبليس برغم أنّ الشيطان إبليس وقبيله ليس لهم إلا حياةً واحدةً وموتةً واحدةً وبعثاً واحداً فيدخله الله وقبيله الإنسان الذي كان من الملائكة في النّار خالدين فيها إلى يوم البعث الشامل يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ‎﴿١٦﴾ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ‎﴿١٧﴾‏} صدق الله العظيم [الحشر].

    وذلك الإنسان هو قبيل الشيطان، وهم الملك ماروت وذرّيتهم يأجوج ومأجوج ليس لهم غير موتةٍ واحدةٍ وعذابٍ واحدٍ، فلا يفتنكم الشيطان إبليس الملك هاروت وقبيله ماروت وذريتهم يأجوج ومأجوج إني لكم نذيرٌ مبينٌ أنذركم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم من ذات القرآن لقوم يعقلون، فقد حذّركم الله فتنة الشيطان وقبيله وذرياتهم الشياطين من يأجوج ومأجوج. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:27].

    وربّما يودّ أن يقول أحد السائلين: "يا ناصر محمد وهل الشيطان مَلَكٌ"؟ ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى:
    {إِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن طِينٍ ﴿٧١﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٧٤﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْ‌تَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ‌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ‌ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿٧٦﴾ قَالَ فَاخْرُ‌جْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَ‌جِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَ‌بِّ فَأَنظِرْ‌نِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِ‌ينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٨٣﴾ قَالَ فَالحقّ وَالحقّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمْلَأَنَّ جهنّم مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ويا معشر الذين يفسرون آيات القرآن من عند أنفسهم من غير رسوخٍ في آيات الكتاب، فلو نعتمد على هذه الآية لوحدها لوجدنا الفتوى فيها بأنّ الشيطان إبليس كان من ملائكة الرحمن المقربين وذلك لو نعتمد فقط على هذه الآية لوحدها دون الرجوع إلى آيات أخرى للتفصيل، فانظروا قال الله تعالى:
    {إِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن طِينٍ ﴿٧١﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٧٤} صدق الله العظيم، فلو يُعتمد على ظاهر هذه الآية لوجدتم الخطاب موجهاً إلى الملائكة: {إِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن طِينٍ ﴿٧١﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٧٤﴾} صدق الله العظيم، وأما الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فسوف يقولون إنّ إبليس كان من ملائكة الرحمن المقربين! ولكنّه ليس من الملائكة المقربين بل من ملائكة الجانّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف:50].

    ويا عباد الله، أشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّه يوجد بعثٌ في هذه الدنيا وأنتم تشهدون، وليس لكل الكافرين بل لمن يشاء الله من الكافرين، وسوف يستغل ذلك البعث الشيطانُ الرجيم الملك هاروت وقبيله الملك ماروت وجيوشهم ذريتهم يأجوج ومأجوج لفتنتكم، وتلك هي فتنة الشيطان الجهريّة فيكلمكم بصوته وأنتم ترونه ويجلب عليكم بخيله ورجاله ويريد أن يزوّجكم بناته ويقول لكم إنّهن الحور العين التي وُعد بها المتقون، ولن تجدوهنّ أبكاراً بل ثيّباتٍ وهنّ لسنّ الحور العين التي وعد الله بهنّ المتقين بل الحور العين أجمعين تجدونهنّ أبكاراً لم يطمثهنّ من قبلكم إنسٌ ولا جانٌ، فاحذروا مشاركة الشيطان في النسب بالتناسل في ذرّيته بالشيطانيات، فقد ولدْنَ كثيراً من يأجوج ومأجوج.

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وما هي فتنة الشيطان الجهريّة؟ فلا بد أن تكون بالصوت وبجيوشٍ مرئيّة". ومن ثم نردّ عليه من محكم الكتاب ونقول:
    {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأوّلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:64].

    وربّما يودّ سائلٌ آخر أن يقول: "فما يقصد الله تعالى بقوله:
    {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}؟". والجواب: أي يخرجهم من النّور إلى الظلمات كون فتنته الجهريّة تأتي بعد أن يكون النّاس كلهم مؤمنين من بعد مرور كوكب العذاب وقال الله تعالى: {
    الم ﴿١﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    وربّما يودّ آخر أن يقول: "لماذا قال النّاس بشكل عام في قول الله تعالى:
    {
    أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} صدق الله العظيم، فهل سوف يؤمن النّاس جميعاً؟ وما هو سبب إيمانهم؟ ومن الذي يأتي لفتنتهم؟". ومن ثم نردّ عليهم بالحقّ ونقول: قال الله تعالى: {فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النّاس هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    حتى إذا اتّبعوا الإمام المهديّ من بعد الظهور من بعد آية الدّخان المبين ومن ثم يأتي المسيح الكذاب لفتنتهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    الم ﴿١﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    وجيوش المسيح الكذاب أكثرهم يأجوج من الإنس؛ وهم غير الإنس من ذريّة آدم بل من ذرية الإنسان قبيل الشيطان كان من الملائكة فجعله إنساناً فآتاه الملك من بعد آدم - وعلى نبي الله آدم الصلاة والسلام - وآتاه الله آياته فانسلخ منها، ومن ثم أتبعه الشيطان إبليس وهو قبيل الشيطان، وقد تلونا عليكم قصصهم بالحقّ تنفيذاً لأمر الله في محكم كتابه:
    {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئنَا لَرَ‌فَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْ‌ضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُ‌كْهُ يَلْهَث ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُ‌ونَ ﴿١٧٦﴾ سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴿١٧٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فاحذروا فتنتهم واعلموا أنّ الله لا يكلم عباده جهرةً بل من وراء حجاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].


    بمعنى إنّ الله لا يكلم عباده تكليماً إلا من وراء حجابٍ، ولسوف تعلمون حين يأتيكم الله في ظُللٍ من الغمام في البعث الأوّل فتسمعون صوت الله سبحانه ولكنّكم لن ترونه جهرةً ذلك يوم يخاطب الله عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم في البعث الأوّل ويذكّره بنعم الله عليه تثبيتاً له لكونه قد أمره أن يطيع أمرَ الخليفة الإمام المهدي ويكون من الصالحين التابعين، ولذلك يذكّره الله بنِعَمه عليه ليثبِّته فلا يستنكف يوماً ما من ذلك كون الإمام المهديّ من الصالحين وهو (أي عيسى ابن مريم) نبيٌ ورسولٌ خلقه الله بكن فيكون في بطن أمه.


    ونكرر أنّ سبب تذكير الله لعبده المسيح عيسى ابن مريم بنعمه عليه وذلك حتى لا يعصي أمر ربّه، كون سبب فتنة الشيطان هي درجة الخلافة على الإنس والجنّ والملائكة، وقد غضب إبليس من ربّه بسبب تكريم آدم بدرجة الخلافة على الجنّ والملائكة والإنس من ذريته، وكان إبليس يرى بأنّه الأولى بذلك المنصب العظيم في نظره، ولذلك قال:
    {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:62].

    ولذلك أراد الله أن يثبّت عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم -صلى الله عليه وآله وسلم- حتى لا يَحْدُثَ له ما حدث للشيطان الذي كان سبب فتنته الخلافة، ولكنّ الله ثبَّت عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم وذكّره الله بنِعمه عليه من قبل وذلك حتى يكون من الشاكرين لا من المستكبرين، وقال الله تعالى:
    {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابن مريم اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} صدق الله العظيم [المائدة:110].

    ويا فضيلة الشيخ المحترم الدكتور أحمد عمرو، إنّك لا تفرّق بين آيات الخطاب من الربّ في البعث الأوّل ولا بين آيات الخطاب من الربّ في البعث الشامل؛ بل تجعلهم خطاباً واحداً وفي موضع واحدٍ لكونك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون. فلنفرض أنّ أحمد عمرو قال: "إنّ هذا الخطاب من الله إلى المسيح عيسى ابن مريم يوم البعث الشامل". ومن ثم نردّ عليه ونقول: ولماذا يذكّر الله المسيح عيسى ابن مريم بنعمه عليه إلا لأنّه يريده أن يكون من الشاكرين! وكيف يكون ذلك يوم الحساب وقد رفعت الأعمال؟ ومن ثم نقول: بل يذكّر الله المسيح عيسى ابن مريم بنعمه عليه ليكون من الشاكرين كون سبب فتنة الشيطان هي الخلافة حين استخلف آدم بدلاً منه وأمر الله إبليسَ أن يطيع أمر آدم فقال: أنا خيرٌ منه! ولكن الله يريد أن يثبِّت عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم فلا يستنكف أن يكون من الصالحين التابعين للإمام المهديّ وذلك يوم يجمع الله النبيّين (أصحاب الكهف والرقيم) بالإمام المهدي، ويسأل الله الأنبياء الثلاثة فيقول لهم: ماذا أُجِبتم؟ أي ماذا فعلنا بقومكم من بعدكم الذين أرادوا أن يرجموكم أو يعيدوكم في ملّتهم؟ ولكن الرسل الثلاثة لا يعلمون ما فعل الله بقومهم من بعدهم. وقال الله تعالى:
    {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ( 109 ) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابن مريم اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ ( 110 )} صدق الله العظيم [المائدة].

    وكذلك خطاب الله لعبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم يوم البعث الأوّل، وقال الله تعالى:
    {
    وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾ قَالَ اللَّـهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١١٩﴾ لِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٢٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فلو يقول الدكتور عمرو: "يا ناصر محمد، إنّما ذلك الخطاب يوم البعث الشامل". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ونقول: إذا فمتى عودة المسيح عيسى ابن مريم إن كنت من الصادقين؟ أفلا ترى إنّه لا يعلم مبالغة أهل الكتاب فيه بعد أن توفاه الله ورفع روحه إليه؟ ولذلك قال المسيح عيسى ابن مريم:
    {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فإنّهم عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} صدق الله العظيم [المائدة].

    وذلك الخطاب في زمن البعث الأول لمن يشاء الله من الكافرين ولا وجود للأموات الصالحين بين المبعوثين في البعث، وخاطب الله المبعوثين في البعث الأوّل. قال الله تعالى:
    {
    وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ومن هم الشركاء الغائبون في البعث الأوّل كون الله تعالى يقول:
    {
    وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ}؟". ومن ثم يردّ الإمام المهدي على السائلين من محكم الكتاب: سوف تعرف من هم شركاؤهم في يوم البعث الشامل للكافرين والمؤمنين. وقال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾ وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّـهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٨٧﴾ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    فانظروا لردّ شركائهم على الذين بالغوا فيهم من بعد موتهم:
    {
    وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم، لكونهم عن عبادتهم غافلين وإنّما بالغوا فيهم من بعد موتهم وإلا لنهوهم عن ذلك، ويجمع الله بينهم في البعث الشامل لجميع الكافرين والمؤمنين، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جميعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿28﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ولكنّ شركاءهم الذين يعتقدون أنّهم شفعاؤهم بين يدي الله لم يكونوا موجودين معهم في البعث الأوّل، ولذلك قال الله تعالى:
    {
    وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار وكافة الباحثين عن الحقّ أجمعين، لقد تبيّن لكم أنّه يوجد بعثٌ أول لمن يشاء الله من الكافرين ومنهم المنافقين من اليهود الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، وتبيّن لكم أنّ لهم حياتين وموتتين، وأن منهم من سوف يعود إلى ما كان يفعل من قبل. وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإنّما ذلك السؤال لقوم مبعوثين مرتين وتجدون ردّهم على ربّهم في محكم الكتاب:
    {قَالُوا رَ‌بَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَ‌فْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُ‌وجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾ ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّـهُ وَحْدَهُ كَفَرْ‌تُمْ ۖ وَإِن يُشْرَ‌كْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّـهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ‌ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    ولكن الدكتور أحمد عمرو من الذين يحرّفون الكلم عن مواضعه المقصودة يقول: "إنّما هذا الخطاب موجّه لكفار قريش". ويقول: " إنّ الله أمر رسوله أن يقول: قل كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً؟" ولكننا لم نجد الأمر إلى رسوله أن يقول قل كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً، فهل تفتري على الله ورسوله؟ وأعلم إنّك من الذين لا يهتدون، وإنّما اضطررنا أن نخاطبك برفقٍ ولينٍ ليعلم قومٌ آخرون أننا لم نظلمك شيئاً، وأنك ما جئت إلا لتصدّ عن اتباع الصراط المستقيم، ولن يزيدك البيان الحقّ للقرآن إلا رجساً إلى رجسك فلن تفلت، وأقسم بالله العظيم لن أتنازل عن المباهلة بيني وبينك فنجعل لعنة الله على الكاذبين لعناً كبيراً سواءً يكن الكاذب أحمد عمرو أو ناصر محمد اليماني، والحكم لله وهو خير الفاصلين.

    وإليك هذا السؤال يا دكتور عمرو من محكم الذكر في قول الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ أَنّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلّ شَيْءٍ حَيّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:30]. والسؤال هو في قول الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ أَنّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} فهل يخاطب كفار قريش أم كفار اليوم الذين اكتشفوا أنّ السموات والأرض كانت كوكباً نيترونياً واحداً مدكوكاً دكّاً فانفتق نتيجة الانفجار الأعظم؟ فما يدري قريش بهذه الرؤيّة العلميّة لو كنت من الصادقين بالذكر؛ بل يخاطب كفار اليوم في عصر بعث الإمام المهدي الذي يبيّن للنّاس القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:105].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    عدوّ شياطين البشر؛ المهدي المنتظر الإمام ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    ((لَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْكِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً{74}اِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً){75} )) صدق الله العظيم

    ولكن جدي محمد رسول الله ثبته الله ولم يفتري على الله بغير الحق, وإنما لو اتبعهم وافترى على الله مثلهم لجعل الله له كما لهم بعثين وحياتين وموتين


    اقتباس المشاركة 4491 من موضوع مسائل في البعث الأول والشامل ..




    - 2 -
    الإمامُ ناصرُ مُحمَّدٍ اليمانيُّ
    04 - 04 - 1429 هـ
    10 - 04 - 2008 مـ
    ـــــــــــــــــــ



    { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ }
    صـــدق الله العظيـــــــــم..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيّبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
    ويا أيّها السائل، ألم تسأل نفسك لماذا سوف يأتي الدجّال فيدّعي الرّبوبيّة وأنّ لديه جنةً وناراً؟ وذلك لأنه استغلّ يوم البعث الأوّل للرّجعة لمن يشاء الله من الكافرين والذي لطالما أكّدناه حصرياً من القرآن العظيم وقلنا بأنّه يوجد هناك بعثان وهما البعث الأول لرجعة الذين أهلكهم الله وكانوا كافرين ويحدث في يوم الآزفة، وهو يومٌ قدريٌ في الكتاب، ويبدأ فيه الرحيل إلى الأرض المفروشة تصديقاً لوعد الله بالخلافة فيها إلى ما يشاء الله، ومن بعد ذلك بزمنٍ يأتي البعث الشامل وهو يوم التّلاق لجميع الأوّلين والآخرين. وقال الله تعالى:
    {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذْ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18)} صدق الله العظيم [غافر].

    فأمّا البعث الشامل للناس أجمعين فهو البعث الشامل يوم يقوم الناس لربّ العالمين بعد أن يهلك الله كلّ شيءٍ ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام، وهذا هو البعث الشامل يحدث يوم التّلاق للأوّلين والآخرين للناس أجمعين تصديقاً لشطرٍ من الآيات أعلاه في قول الله تعالى:
    {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17)} صدق الله العظيم.

    ولكن يوجد هناك بعثٌ جزئيٌّ لمن يشاء الله من الذين أهلكهم الله وكانوا كافرين ويحدث في يوم الآزفة يوم البعث الأول وهو المقصود من قول الله تعالى:
    {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذْ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ} صدق الله العظيم.

    وهذا البعث الأول يبعث الله فيه الكافرين لكي يهديهم الله بالمهديّ المنتظر إلى صراط العزيز الحميد فيجعل الله الناس أمّةً واحدةً بعد أن أخذوا نصيبهم الأوّل من العذاب في نار جهنم ويريد الله أن يرحمهم وإن عُدْتُم عُدنا فيدخلهم الله مرّةً أخرى في نار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً (8) إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    والهالكون من اليهود من الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون لهم بعثان وحياتان وموتتان. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) اِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ويقصد الله بأنّ نبيّه لو اتّبع اليهود وافترى على الله كما يفترون لأذاقه الله كما سوف يذيقهم ضعف الحياة وضعف الممات وذلك لأنّ المجرمين لهم حياتان وموتان، وللأسف بأنّ منهم من سوف يعود إلى الكفر بالحقّ كما كانوا يفعلون من قبل في حياتهم الأولى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وفعلاً سوف يعودون من بعد الرّجعة لما نهوا عنه وإنّهم لكاذبون وإنّ الهدى هدى الله وما يدريهم أنّهم إذا رجعوا بأنّهم لن يعودوا لما نهوا عنه والهدى هدى الله يصرف قلوبهم كيف يشاء ولكنّهم يجهلون ونظراً لجهلهم عن معرفة ربّهم بأنّه يحول بين المرء وقلبه ولذلك سوف يعودون لما نهوا عنه وإنّهم لكاذبون، ولا يقصد الله بأنهم ينوون الكذب بعد أن وقفوا على نار جهنم، وإنما يقصد الله بقوله:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} أي كاذبون بقولهم: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، فما يدريهم بأنّهم سوف يكونون من المؤمنين والله يحول بين المرء وقلبه والهدى هدى الله؟ ولكنّهم لم يعلموا بأنّ الله يحول بين المرء وقلبه فيصرف القلوب كيف يشاء ونظراً لجهلهم بهذه القدرة حتماً لابدّ أن يبيّن الله لهم ذلك فيرجعهم في يوم الرّجعة، ومن بعد ذلك يعودون لما نُهوا عنه ولم يصدقوا الله ما وعدوه في قولهم: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.

    وفي يوم التّلاق يوم البعث الشامل بعد أن قضوا حياتين وموتتين وبعثين فيقول الله لهم:
    {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:28]، وتجدون جوابهم في موضعٍ آخر قال الله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ} صدق الله العظيم [غافر:11].

    إذاً يا قوم إنّ الكفّار المفترين على الله الكذب لهم حياتان وموتتان وبعثان. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) اِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكنّ جدّي محمداً رسول الله ثبّته الله ولم يفتر على الله بغير الحقّ، وإنما لو اتّبعهم وافترى على الله مثلهم لجعل الله له كما لهم بعثين وحياتين وموتين وذلك لأنهم يعذّبون بعد الموت الأوّل في النار ومن ثمّ يخرجهم لقضاء حياتهم الثانية ومن ثمّ يعودون لما نُهوا عنه ومن ثمّ يدخلهم النار مرةً أخرى ولكنّ أكثركم يجهلون البعث الأول في هذه الحياة والذي سوف يستغلّه المسيح الدجّال والذي هو ذاته الشيطان الرجيم الذي طلب من الله أن يُنظِرَه إلى يوم البعث وهو البعث الأول؛ قال إنّك لمن المنظرين، ويريد الشيطان أن يستغلّ البعث الأول فيقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم وأنّه الله ربّ العالمين! وإنّه كذّابٌ وليس المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ما كان له أن يقول ذلك بل ذلك المسيح الكذّاب وليس المسيح عيسى ابن مريم، ولذلك يسمّى المسيح الكذّاب، فأين التناقض يا من وصفت بأنّ في بيان المهديّ المنتظر تناقضاً؟ بل لم تفهم الخبر جيّداً هداك الله للحقّ وشرح صدرك ونوّر قلبك إنّ ربّي غفورٌ رحيمٌ.

    وأنا أصدّق عقيدة الشيعة الاثني عشر في الرّجعة وأخالفهم في بعث أبي بكرٍ وعمر كما يزعمون بغير الحقّ، ولربّما يزعم الجاهلون بأنّي من الشيعة الاثني عشر ما دمت صدّقت بالرجعة والبعث الأوّل، ولست من الشيعة في شيءٍ غير أنّي أصدّق العقائد الحقّ لديهم وأخالفهم فيما كان باطلاً مفترىً على محمدٍ رسول الله والأئمّة الأحد عشر من قبلي، وأتحدّى الشيعة بالحقّ حصريّاً من القرآن العظيم.

    وكذلك لم يجعلني الله من أهل السّنّة في شيءٍ من الذين يصدّقون بأحاديث تخالف لمحكم القرآن العظيم وهي موضوعةٌ وهم لا يعلمون أنّها أحاديثٌ مفتراةٌ غير أنّي أصدّق العقائد الحقّ لدى أهل السّنّة وأخالف ما كان باطلاً مفترًى مدسوساً في السّنّة المحمّديّة، وأتحدّى أهل السّنّة حصرياً من القرآن العظيم وبرغم أنّ أهل السّنّة لديهم أحاديثٌ مفتراةٌ أكثر ممّا لدى الشيعة الاثني عشر، ولكنّي أعتبر أهل السّنّة أقرب إلى الحقّ من الشيعة، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ كثيراً من الشيعة يدعون آل بيت محمّدٍ رسول الله من دون الله وذلك هو الشّرك بالله، وبرغم أنّ الشيعة من أكثر المذاهب الإسلامية إحاطةً بشأن المهديّ المنتظر ولكنه أضلّ كثيراً منهم سرداب سامرّاء، فكم أكرّر وأقول يا معشر الشيعة الاثني عشر لقد ظهر البدر وأقسم بالله العظيم إنّكم لن تشاهدوا البدر ما لم تخرجوا من سرداب سامرّاء المظلم، فلا أظنّ من كان في سرادبٍ مظلمٍ أن يشاهد البدر ولو صار وسط السماء.

    وكذلك لا أنتمي إلى أيٍّ من المذاهب الإسلامية، وأكفر بتفرّق المسلمين في دينهم إلى فرقٍ وشيعٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون ولستُ منهم في شيءٍ، وكذلك محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليس منهم في شيءٍ، فكيف يستمسكون بحديثٍ مفترى
    [اختلاف أمّتي رحمةٌ] وهو يخالف لجميع آيات القرآن العظيم المحكمة في هذا الشأن، وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لسْتَ مِنْهُم في شَيْءٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:159]، أم لم ينهَكم الله عن التفرّق يا معشر علماء المسلمين؟

    وكذلك نهاكم الله يا معشر علماء المسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتفرّقوا دينكم شيعاً فتجدون أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
    {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)} صَدَقَ اللهُ العظيمُ [الروم].

    وكذلك أمْرُ اللهِ الصادرُ في قوْلِه تعالى:
    {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)} صَدَقَ اللهُ العظيمُ [الشورى:13].

    وكذلك في قولِه تعالى:
    {انَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} صَدَقَ اللهُ العظيمُ [الأنعام:159].

    وكذلك أمر اللهِ الصادرُ في مُحْكَمِ كتابِه في قوْلِه تعالى:
    {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} صَدَقَ اللهُ العظيمُ [آل عمران:103].

    وكذلك أمْرُ اللهِ الصادرُ في مُحكَمِ كتابِه في قوْلِه تعالى:
    {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صَدَقَ اللهُ العظيمُ [الأنفال:46].

    ولكنّكم يا معشر علماء الأمّة وأتباعهم خالفتم جميع أوامر ربّكم المكرّرة في هذه الآيات المحكمات فتنازعتم وفشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن مستضعفون فذهب عزّكم إلى أعدائكم نظراً لمخالفتكم لأمر ربّكم، وقد وعدكم الله بأنّه إذا خالفتم أمره في الكتاب بأنّكم سوف تفشلون وتذهب ريحكم كما هو حالكم الآن فلا تستطيعون أن تنكروا بأنّكم تنازعتم فتفرّقتم وفشلتم فذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن.

    وبعثني الله بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور رحمةً بكم لأجمع شملكم وأجبر كسركم وأوحّد صفّكم، وبعثني الله فضلاً من لدنه ورحمةً لكم لأنقذكم من فتنة المسيح الدجّال وأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون لجمع شملكم ولتوحيد صفّكم فيتمّ بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره لتكون كلمة الله هي العليا فيعزّكم الله بعبده والعزّة لله جميعاً فأيّدني بتصريح الاصطفاء للخلافة والقيادة عليكم، فأيّدني بالتصريح فزادني عليكم بسطةً في العلم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم المرجع المحفوظ من التحريف لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون وأهديكم بالقرآن إلى صراطٍ مستقيمٍ، معتصماً بكتاب الله وسنّة رسوله وكافراً بما خالف من السّنّة لأمّ الكتاب في آياته المحكمات والتي جعلهنّ الله الأساس للعقيدة الإسلاميّة الحنيفيّة ملّة إبراهيم ومن قبله ومن بعده لجميع الأنبياء والمرسلين.

    وأمّا سبب كفري بما خالف من السّنّة للقرآن المحكم وذلك لأنّي أعلم أنها سُنّةٌ مدسوسةٌ من الشيطان الرجيم ليردّوكم هو وأولياؤه من شياطين البشر فيفتنوكم فيردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بآيات الله المحكمات في القرآن العظيم والتي جعلهنّ الله أمّ الكتاب فصدّكم (صحابة رسول الله ظاهر الأمر) عن القرآن العظيم كما نبّأكم الله بذلك بأنّه جاءت طائفةٌ من اليهود فأعلنوا إسلامهم ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر فيكونوا من رواة الحديث ليصدّوكم عن سبيل الله عن طريق السّنّة المحمديّة بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام بل مخالفة لكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلّم جملةً وتفصيلاً بل اختلافاً كثيراً.
    وقد بيّن الله لكم هذا المكر اليهوديّ في القرآن العظيم في قوله تعالى:
    {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ومن ثمّ بيّن الله لكم كيفيّة صدّهم عن سبيل الله بأنّه ليس بالسّيف بل بأحاديث لم يقلها عليه الصلاة والسلام فبيّن الله ذلك المكر لكم في القرآن العظيم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82)} صدق الله العظيم [النساء].

    فتجدون قول الله الموجّه إلى علماء الأمّة خاصّةً:
    {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82)} صدق الله العظيم، وهذه الآية جاءت لتأكيد الأمر لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} صدق الله العظيم [الشورى:10].

    بمعنى أنّ ما اختلفتم فيه من شيءٍ في السّنّة بأن تردّوا حكمه إلى الله في القرآن العظيم يستنبطه أولو الأمر منكم من القرآن العظيم، فتجدوا بين قول الله في القرآن العظيم وبين هذا القول في سنّة محمّدٍ رسول الله اختلافاً كثيراً، وذلك لأنّ السّنّة جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم، ولكنّ الله لم يعدكم بحفظ السّنّة من التحريف بل وعدكم بحفظ القرآن من التحريف ليكون المرجع لما اختلفتم فيه من السّنّة بأن تردّوه إلى القرآن، فتدبّروا آياته المحكمات في ذلك الشأن وسوف تجدون إذا كان الحديث السّنّيّ مفترًى فحتماً سوف تجدون بينه وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً ومن ثمّ تعلمون بأنّ هذا الحديث السّنيّ من عند غير الله ورسوله وذلك لأنّ السُنّة هي كذلك جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده سبحانه وهذه الآية كذلك جعلها الله برهاناً للحديث الحقّ عن محمّدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم:
    [ألا وإنّي أوتيت القرآن ومثله معه] صدق محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، بل ُسنّة محمّدٍ رسول الله جاءت للبيان فتزيد القرآن توضيحاً للمسلمين، ألا وإنّ البيان من عند الله سبحانه وتعالى. تصديقاً لقول الله الحقّ في محكم كتابه: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} صدق الله العظيم [القيامة].

    وأنا المهديّ المنتظر خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من آل البيت المطهّر ولم أكن من الشيعة الاثني عشر ولا من السّنّة ولا أنتمي لأيّ فرقةٍ منكم أبداً بل جعلني الله حكماً عدلاً وذا قولٍ فصلٍ بينكم، ولربّما تجدون حكماً في مسألةٍ ما تتّفق مع ما يقوله أحد المذاهب الأخرى فيظنّ الجاهلون لأمري منكم بأنّي أنتمي إلى هذه الطائفة ولكن لو تدبّر بياناتي الأخرى لوجد أنّي أخالفها في أحكامٍ أخرى كثيرةٍ فيخرج بنتيجةٍ إذاً ناصر محمدٍ اليمانيّ ليس من هذه الطائفة التي ظنّ بأنّي أنتمي إليها.

    ويا معشر علماء الأمّة، إنّما أنا حكمٌ بينكم بالعدل وأقول قولاً فصلاً مستنبطاً الحكم الحقّ من القول الفصل وما هو بالهزل، ولم أردّ الحكم إلى عقلي بل أستنبط لكم حكم ربّي في هذه المسألة من القرآن العظيم ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يتّقون؟ مستمسكاً بكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم وكافراً بالسنّة اليهوديّة المدسوسة في سنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم آتكم للدفاع عن القرآن فهو محفوظ من التحريف إلى يوم الدّين بل جئتكم للدفاع عن سنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأبيّن لكم السّنّة اليهوديّة المدسوسة فيها فأكذّبها بقول الله مباشرةً من القرآن العظيم، وذلك لأنّ الله أيّدني بالبيان للقرآن لكي أسند الحديث الحقّ مباشرةً إلى القرآن العظيم، غير أنّي لا أشتم الذين قيل عنهم من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ المفترين قد يسندونه إلى صحابته الحقّ وهم براءٌ من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف، وذلك مكرٌ من المنافقين. فإن بيّنت لكم حديثاً كان مفترًى على محمّدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فاستنبطت لكم برهان تكذيبه من قول الله برغم أنّ ذلك الحديث مرويٌّ عن بعض الصحابة الأبرار، فأحذّركم أن تسبّوهم شيئاً فمن سبّهم فهو آثمٌ قلبه، فهل سمعه منهم حتى يعلم علم اليقين فيشتمهم فما يدريكم؟ بل المنافقون هم المفترون على الله ورسوله وعلى صحابته الأخيار وذلك لأنّ الحديث لو جاء مرويّاً عن الصحابيّ اليهوديّ فلانٍ وعن الصحابيّ اليهوديّ فلانٍ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما استطاعوا أن يضلّلوا الأمّة عن الصّراط المستقيم بل كانوا يسندونه إليهم كذباً، غير أنّ في الصحابة سمّاعين لهم ويظنّون أنهم لا يقولون لهم غير الحقّ وكذلك يأخذ عنهم السمّاعون لهم من بعض المسلمين فوردت إليكم يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة أحاديث تخالف حديث الله في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً، ولا أقول بأنها تخالف الآيات المتشابهات معهنّ في ظاهرهنّ بل تخالف الآيات المحكمات التي جعلهنّ الله أمّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ إلّا هالكٌ في قلبه زيغٌ عن الحقّ الواضح والبيّن ابتغاء تأويل الآيات المتشابهات من القرآن مع ذلك الحديث المفترى بمكرٍ خبيثٍ فجعلوه يتشابه مع ظاهرهنّ ليزعم الذين في قلوبهم زيغٌ عن المحكم بأنّ هذا الحديث جاء بياناً لتلك الآية والتي لا تزال بحاجةٍ إلى التأويل، وقد اتّبعتم المتشابه يا معشر علماء الأمّة وتركتم المحكم الواضح والبيّن وهنّ أمّ الكتاب أفلا تتّقون؟

    وقد وجدت طالب علمٍ يقول بأنه سوف يدعوني للمباهلة إن لم أتّبع الملّة اليهوديّة المفتراة في سنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! وأقول يا طالب العلم ويا معشر جميع علماء الأمّة على مختلف فرقهم ومذاهبهم، إن كنتم تؤمنون بالقرآن العظيم فتعالوا إلى حكم الله في القرآن فيما خالفه من السّنّة المحمّديّة، ولربّما يودّ أحدكم أن يقول إنّه لا يعلم تأويل القرآن إلّا الله وكفانا ما وجدنا عليه السلف الصالح من قبلنا. ومن ثمّ يردّ عليه ناصرٌ اليمانيّ فأقول: لقد قلت أنّ القرآن لا يعلم تأويله إلا الله، وجعلت القرآن كلّه غير مفهومٍ ولا يعلم تأويله إلا الله، فهل عندك سلطانٌ بهذا أم تقول على الله ما لا تعلم؟ ولكنّ الله يقول أنّ القرآن تنقسم آياته إلى آياتٍ محكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ للعالم والجاهل لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ فيتّبع آياتٍ أخرى في القرآن العظيم لا يعلم تأويلهنّ إلا الله ولأنّهنّ لا تزلن بحاجةٍ إلى التأويل وتوضيح المقصود فيهنّ فاستغلّ اليهود تلك الآيات المتشابهات لغويّاً فدسّوا أحاديث تتشابه معها، وكذلك استغلّوا الحديث الحقّ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ما تشابه مع القرآن فهو منّي] صدق محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فهذا الحديث سنده من القرآن هو قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82)} صَدَقَ اللهُ العظيمُ [النساء].

    بمعنى أنّه إذا كان هذا الحديث النبويّ من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين حديث الله في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً ولذلك قال محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ما تشابه مع القرآن فهو منّي]، بمعنى أنّه ما اختلف مع القرآن فهو ليس منه عليه الصلاة والسلام، ولكن للأسف حتى هذا الحديث الواضح والبيّن لم يفهمه علماء الأمّة ومنهم من يطعن فيه أنه ليس عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام بل يوحى إليه القرآن العظيم والسّنّة المهداة.

    ولسوف أبيّن لكم يا معشر علماء الأمّة المقصود من حديث محمّدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بقوله عليه الصلاة والسلام وآله:
    [ما تشابه مع القرآن فهو منّي]، فهو لا يقصد أن تقوموا بتطبيقه مع ظاهر الآيات المتشابهة بل يقصد أن تقوموا بتطبيق المقارنة بين هذا الحديث النبويّ وبين الآيات المحكمات الواضحات البيّنات فإذا لم يخالف العقائد التي جاءت فيهن فهو عن محمّدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وعلى سبيل المثال الحديث المفترى عنه عليه الصلاة والسلام، وعن أبي هريرة وأظنّه بريئاً من روايته أنّه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [إنّكم سترون ربّكم يوم القيامة كما ترون البدر جليّاً لا تضامون في رؤيته]. فإذا قمتم يا معشر علماء الأمّة بتطبيقه على المتشابه في القرآن فسوف تجدون وكأنّ هذا الحديث جاء تأكيداً بلا شكٍ أو ريبٍ ترونه مطابقاً لقوله تعالى: {وُجوهٌ يومَئذٍ ناضِرةٌ (22) إِلى رَبِّها ناظِرةٌ (23)} صدق الله العظيم [القيامة].

    ولكنّ الله يقصد منتظرةٌ إلى رحمته تعالى الذي كتب على نفسه الرحمة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُل لِّلَّهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:12].

    ولكن يا معشر علماء الأمّة إذا رجعتم لتطبيق هذا الحديث مع المحكم من القرآن فسوف تجدون بأنّ بينه وبين هذا الحديث اختلافاً كثيراً؛ بل سوف تجدون النّفي الذي لا يحتمل الشكّ ومن ثمّ تعلمون بأنّ هذا الحديث موضوعٌ ليتشابه مع هذه الآية المتشابهة معه لغويّاً وأنّه ليس عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأنّه قال ما تشابه مع القرآن فهو منّي فكيف أنه يتشابه مع آيةٍ لا تزال بحاجةٍ إلى تأويلٍ ومن ثمّ يكون مخالفاً للمحكم والواضح والبيّن في هذا الشأن في شأن عقيدة المسلم لرؤية ربّه، ومن ثمّ تخرجون بنتيجةٍ أنّ هذا الحديث لم يكن عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم نظراً لأنه خالف الآيات المحكمات في هذا الشأن، ولا ينبغي لأحاديث البيان للمتشابه من القرآن أن تأتي مخالفةً للقرآن المحكم الواضح والبيّن والتي جعلهنّ الله هنّ أمّ الكتاب.

    ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة إنّما أدافع عن سنّة محمّدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الحقّ، فهي لم تختف بل موجودةٌ بين أيديكم كما القرآن بين أيديكم ولكنّ المفترين من اليهود دسّوا لكم أحاديثَ تخالف لأحاديث السّنّة الحقّ في هذا الشأن وكذلك تخالف للآيات المحكمات أمّ الكتاب في القرآن العظيم وأصل العقيدة للمسلم، وبعد أن بيّنّا لكم حكم القرآن في هذا الشأن، فتعالوا لنطبّق الأحاديث في السّنّة المحمّديّة عليه الصلاة والسلام شرط أن يتمّ التطبيق لهذه الأحاديث مع الآيات المحكمات الواضحات البيّنات والتي جعلهنّ الله أمّ الكتاب في هذا الشأن، ولئن أبيتم إلا تطبيقه مع المتشابه والتي لا تزال بحاجةٍ إلى تأويلٍ فقد هلكتم لئن فعلتم، وذلك لأنّكم تركتم الآيات المحكمات في هذا الشأن واتّبعتم المتشابه وفي قلوبكم زيغٌ عن الحقّ لئن اتّبعتم الآيات المتشابهات في القرآن العظيم وتركتم الآيات المحكمات الواضحات البيّنات. فتعالوا لننظر سوياً في سنّة محمّدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لكي ننظر هل السّنّة الحقّ تخالف لحكم الإمام ناصر محمّدٍ اليمانيّ من القرآن في شأن الرؤية لله سبحانه، وحتماً بلا شكٍ أو ريبٍ سوف نجد أنّ بين الأحاديث الواردة في هذا الشأن اختلافاً كثيراً فيما بينها وذلك لأنّ الحقّ منها سوف تجدونه ينطبق مع المحكم، والباطل سوف نجده مخالفاً للمحكم أمّ الكتاب في هذا الشأن، ولكنه يتّفق مع الآيات المتشابهات في ظاهرهنّ في هذا الشأن فلنذهب إلى السّنّة لننظر في الأحاديث في هذا الشأن حتى يتبيّن لنا الحديث النبويّ الحقّ الذي من عند الله ورسوله من الذي من عند غير الله ورسوله.

    فلنبدأ للتطبيق للتصديق للسّنّة المحمديّة الحقّ:
    قال محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مصدّقاً للآيات المحكمات في شأن الرّؤية قال:
    [لن يرى الله أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة] صدق محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا الحديث الحقّ قد اتّفق مع القرآن المحكم الواضح والبيّن في قول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العليّ العظيم [الأعراف:143].

    {لَن تَرَانِي}، وصدق رسوله الكريم في قوله: [لن يرى الله أحدٌ في الدّنيا ولا في الآخرة]، ولكننا نشاهد نوره سبحانه يشعّ من وراء حجاب الغمام فتشرق الأرض بنور ربّها تصديقاً لقول الله تعالى في محكم كتابه: {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} صدق الله العظيم [الزمر:69]، وتصديقاً لقوله عزّ وجلّ: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ} صدق الله العظيم [البقرة:211].

    فيأتي الحديث الحقّ عن محمّدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في شأن الرّؤية، وقال عليه الصلاة والسلام
    [يهبط وبينه وبين خلقه حجابٌ] صدق محمّدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلاً} صدق الله العظيم [الفرقان:25]، وتصديقاً لحديث محمّدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في نفي رؤيته لربّه ليلة الإسراء والمعراج وقال عليه الصلاة والسلام: [نورٌ أراه] صدق محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويتّفق هذا الحديث مع الآيات المحكمة في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    ولكن بالله عليكم يا معشر أولي الألباب تعالوا لنتدبّر حديث الإفك والافتراء والبهتان عن الله ورسوله، غير أنّي لا أشتم راويه، فتدبّروا هذا الحديث الذي يرفضه القرآن والسّنّة والعقل والنقل جملةً وتفصيلاً، وقالوا أنه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    اقتباس المشاركة :
    [قال أناسٌ: يا رسول الله! هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارّون في الشمس ليس دونها سحابٌ؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: هل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحابٌ؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتّبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطّواغيت الطّواغيت، وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنار بّكم، فيقولون: أنت ربّنا، فيتبعونه، ويضرب جسر جهنّم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأكون أوّل من يجيز، ودعاء الرّسل يومئذٍ: اللهمّ سلّم سلّم، وبه كلاليب مثل شوك السّعدان، أما رأيتم شوك السّعدان؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فإنّها مثل شوك السّعدان، غير أنّه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس لأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثمّ ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد -أن يخرج من كان يشهد أن لا إله إلا الله- أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السّجود، وحرّم على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السّجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصبّ عليهم ماءٌ يقال له: ماء الحياة، فينبتون نبات الحبّة في حميل السّيل..]
    انتهى الاقتباس
    إلى آخر الحديث..

    فانظروا إلى شرّ البليّة وشرّ البليّة ما يضحك:
    اقتباس المشاركة :
    [فإنّكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتّبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطّواغيت الطّواغيت، وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصّورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربّكم، فيقولون: أنت ربّنا، فيتبعونه]
    انتهى الاقتباس
    فبالله عليكم كيف يتبع الله عباده من وإلى أين يتبعونه؟ فهل جعلتم الله فاطر السماوات والأرض إنساناً يمشي وأتباعه يمشون وراءه؟ أفلا تعقلون؟ وتالله لا يتبعون إلا المسيح الدجّال في الدّنيا يقول اتّبعوني لأدخلكم جنّتي! بل كيف قولهم أنّهم يرون الله يوم القيامة؟ ثمّ يقول المفتري أنّ الله يجمع الناس ثم يقول:
    اقتباس المشاركة :
    من كان يعبد شيئاً فليتّبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطّواغيت الطّواغيت، وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون
    انتهى الاقتباس
    وهل يعرفون الله من قبل حتى إذا شاهدوا صورته فيعرفونه؟ أفلا تعقلون؟ فهل إلى هذا الحدّ لا تستخدمون عقولكم يا معشر المصدّقين لهذا الافتراء الذي يخالف كتاب الله وسنّة رسوله جملةً وتفصيلاً؟ فإن كنتم تتّبعون كتاب الله وسنّة رسوله فها أنا ذا آتيكم بالآيات المحكمات من كتاب الله ومنكم من يصفني بأنّي على ضلالٍ وأنّه هو على الحقّ، فهل أنت رجلٌ رشيدٌ؟ فإنّي أخوّفك بالقرآن فهل تخاف وعيد ولن تفلت منّي يا طالب العلم.

    ويا معشر جميع علماء الأمّة، فسوف نحكم في اختلافاتكم نقطةً نقطةً وأعدكم أنّي لن أستنبط حكمي إلّا من الآيات المحكمات الواضحات البيّنات لا يزيغ عنهنّ إلا الذين في قلوبهم زيغٌ فسوف ترونهم ينبذون هذه الآيات وراء ظهورهم وكأنّ ناصر محمّدٍ اليمانيّ لم يحاجّ بهنّ شيئاً بل لا تجدونهم حتى يعلّقوا عليهنّ شيئاً فيحاجّ ناصر محمّدٍ اليمانيّ لماذا أوردهنّ، فما علاقتهنّ بالموضوع؟ أو يأتي بتأويلٍ لهنّ فهو لا يستطيع لأنّهنّ واضحاتٌ ولسن بحاجةٍ إلى التأويل نظراً لوضوحهنّ في محكم كتابه ومن هذه الآيات المحكمات أستنبط لكم الحكم الحقّ ذلك وعدٌ علينا غير مكذوبٍ، فهل تروني حاججتُكم في عدم رؤية الله جهرةً بالآيات المتشابهة؟ حاشا لله ربّ العالمين ما أتيتكم إلا بالآيات المحكمات الّتي تنفي الرّؤية
    {لَنْ تَرَانِي} وأثبتنا بأنّ الله لن يُرى جهرةً سبحانه ولكنّه يكلّم الناس من وراء حجابٍ، ومن ثمّ بيّنّا لكم حجاب الغمام بين العبيد والمعبود وفصّلنا الحكم في رؤية الله من الآيات المحكمات، ولم أقترب من آيةٍ واحدةٍ من المتشابه، ولكنّ كثيراً من علماء الأمّة لا يميّزون بين المحكم والمتشابه، وإليهم سؤالي ولجميع علماء الأمّة:

    قال اللهُ تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق اللهُ العظيم [ال عمران:77].

    وقال اللهُ تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق اللهُ العظيم [الأنعام:128].

    فأمّا في الآية الأولى فنجد نفي التّكليم من الله للكافرين، وقال تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق اللهُ العظيم، ولكنّ الآية الأخرى المحكمة سوف تجد بأنّ الله يكلّمهم، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق اللهُ العظيم. والسؤال الموجّه هو في نقطةٍ واحدةٍ في الآيتين وهو في تكليم الله للكفّار فالآية الأولى تنفي التكليم من الله للكفار يوم القيامة ومن ثمّ تجد الآية الأخرى تفيد بأنّ الله يكلّمهم، وقال لهم: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صَدَقَ اللهُ العظيمُ [الأنعام:128].

    وإليك الجواب من الكتاب يا طالب العلم، فلا أريد إحراجك ولا بيان خبرك، بل أريد أن أعلّمك إن كنت طالب علمٍ بحقٍ فأخبركم كيف يضع الشياطين الأحاديث بمكرٍ خطيرٍ، فأمّا الآية الأولى في قوله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم، وفيها يوجد آيةٌ من المتشابهات وهو قوله تعالى: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، ولكنّ الجاهل عن القرآن سوف يظنّ بأنّ الله لا يخاطبهم ولا ينظر إليهم ليراهم وكأنّه معرضٌ عنهم سبحانه، وعلى سبيل المثال إن أراد أحد الصحابة من اليهود أن يفتري حديثاً فيقول: "إنّ الله لا يكلّم الكفّار يوم القيامة ولا ينظر ببصره إليهم، وانظروا لقوله تعالى: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم"، ومن ثمّ يستغلّ هذه الآية المتشابهة فيقول المفترون: "بل المسيح عيسى ولد الله يوكّله الله بمحاسبة الناس". وعلماء الحديث الذين لا يتّبعون غير الحديث وحسبهم ذلك حتماً سوف يظنّون أنّ الله يوكّل بحساب الكفّار أحداً من خلقه! وأمّا هو فلا يكلّمهم ولا ينظر إليهم تصديقاً لهذا الحديث الحقّ في نظرهم! وأعوذ بالله أن أكون من المفترين فيجعلوا حديثاً مفترىً: [إنّ الله لا يكلّم الكفّار يوم القيامة ولا ينظر ببصره إليهم]. وإنّما ضربت لكم على ذلك مثلاً كيف أنّ أعداء الله يضعون الحديث بمكرٍ خطيرٍ لدرجة أنّ الجاهل عن القرآن لن يشكّ فيه شيئاً وكيف يشكّ فيه ودليله واضحٌ وجليٌّ في القرآن كما يظنّ وسوف يأتي بالدليل من القرآن وهو قوله تعالى: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم! وهو يظنّ أنّ هذه الآية محكمةٌ واضحةٌ ولا تحتاج إلى تأويلٍ فهي واضحةٌ في نظره إنّ الله لا يكلّم الكفّار يوم القيامة ولا ينظر إليهم أي ببصره لأنّه غضبان! وهذا على سبيل المثال لو انتبه لذلك المفترون وقالوا: "إنّما المسيح عيسى ابن مريم ابن الله هو من سوف يحاسب الناس لأنّه ابن الله وذلك لأنّ الله المتكبر سبحانه لا يكلّم الكفّار يوم القيامة ولا ينظر إليهم ببصره ولن يحضر يوم الحساب بل يوكّل عنه ابنه المسيح عيسى ابن مريم ليحاسب الكفّار! أم لم تقرأوا قول الله تعالى: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}؟ إذاً الله لا يحضر يوم القيامة ليحاسب الكفّار، وكيف يحاسبهم وهو لم يكلّمهم ولا ينظر إليهم كما نبّأكم في القرآن: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}؟ إذاً يوكّل للحساب ابنه المسيح عيسى ابن مريم". فأصبحت الآية موافقةً لما يعتقده النّصارى سبحان الله وتعالى علوّاً كبيراً! وتالله لو أفتري على الله وآتي بهذا الحديث ثمّ الآية المتشابهة التي توافقه إذاً لاتّخذني النصارى واليهود خليلاً، فأمّا النصارى فأعجبهم بذلك لأنّه وافق عقيدتهم، وأمّا اليهود فهم سوف يعلمون علم اليقين أنّه افتراءٌ على الله ورسوله ولذلك سوف يتّخذوني خليلاً لو كنت من المفترين على الله ورسوله.

    ويا طالب العلم، ويا معشر جميع علماء الأمّة الإسلامية، لقد بيّنت لكم كيف الطريقة التي توضع بها الأحاديث المفتراة، وأنهم يجعلونها تتشابه مع آياتٍ في القرآن تشابهاً لفظياً لتظنّوا أنّ هذا الحديث جاء بياناً لهذه الآية، وأقسم بالله العليّ العظيم أنّهم قد أخرجوكم من آيات الله المحكمات في القرآن العظيم التي لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ، وتعالوا لأعلّمكم تأويل هذه الآية المتشابهة ما دمت ذكرتها لكم لكي أريكم طريقة مكر أعدائكم وأعوذ بالله أن أكون من المفترين على الله ورسوله، فأمّا التأويل الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم، فهو لا يقصد أنّه سبحانه أنّه لا يكلّمهم تكليماً بل يقصد سبحانه أنه لا يكلّمهم بتكليم التّفهيم إلى قلوبهم أن يسألوه برحمته التي كتب على نفسه فيكلّمهم كما كلّم آدم بوحي التّفهيم فيقولوا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23]. وكذلك لا ينظر إليهم برحمته فيدخلهم جنّته ويقيهم من ناره وليس النظر نظر الأعين.

    و يا قوم اتّقوا المتشابه من القرآن وذروا تأويله لأهله إنّي لكم من الله نذيرٌ مبينٌ بالمحكم من القرآن العظيم فانظروا لهذا الحديث المفترى:
    اقتباس المشاركة :
    [وأخرج ابن النّجار عن ابن عباسٍ قال: "سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه قال: سأل بحقّ محمّدٍ، وعليٍّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، إلّا تبت عليّ فتاب عليه" (كنز العمال-سورة البقرة).. وكذلك أخرج الديلميّ في مسند الفردوس بسندٍ واهٍ عن عليٍّ قال: "سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن قول الله {فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ فتاب عليه} فقال: إنّ الله أهبط آدم بالهند، وحوّاء بجدّة، وإبليس ببيسان، والحيّة بأصبهان. وكان للحيّة قوائم كقوائم البعير، ومكث آدم بالهند مائة سنةٍ باكياً على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوّجك حوّاء أمتي؟ قال: بلى. قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن! قال: فعليك بهؤلاء الكلمات. فإنّ الله قابلٌ توبتك، وغافرٌ ذنبك. قل: اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمدٍ وآل محمدٍ، سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم. اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمدٍ وآل محمدٍ سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءاً وظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم. فهؤلاء الكلمات التي تلقّى آدم" (كنز العمال - سورة البقرة)].
    انتهى الاقتباس
    فتعالوا لننظر تفسيرها الحقّ في القرآن قال الله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

    وذلك هو التّكليم بالتّفهيم إلى القلب يا أولي الألباب فأوحى الله إلى قلب آدم وزوجته حين أراد أن يرحمهم فكلّمهم بوحي التّفهيم إلى القلب وهذه الكلمات التي أوحاها الله إلى قلوبهم هي قولهم:
    {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم، وهذا النوع من التّكليم إلى القلوب هو المقصود من قول الله تعالى: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم؛ أي لا يوحي إلى قلوبهم كما أوحى إلى قلب آدم وحواء: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وكذلك لا ينظر إليهم برحمته من ذات نفسه سبحانه فيرحمهم. وهو التأويل لقوله تعالى: {وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم، أي لا ينظر إليهم برحمته وليس بأعينه سبحانه.

    ويا معشر علماء الأمّة، أقسم بالله العظيم أنّ اليهود الشياطين قد أضلّوكم عن سواء السبيل، فهلمّوا إلى الحوار من قبل الظّهور إلى
    موقع الإمام ناصر محمّدٍ اليمانيّ، فإن كان ناصر محمّدٍ اليمانيّ على ضلالٍ مبينٍ فأنقذوا المسلمين من علمه الباطل في نظر المبطلين حتى لا يفتن المسلمين، وإن رأيتم أنّ ناصر محمدٍ هو حقاً الناصر لمحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم فقد علمتم حقيقة اسم المهديّ المنتظر بأنّ التّواطؤ لكي يحمل الاسم الخبر فهلمّوا للحوار عاجلاً غير آجلٍ قبل فوات الأوان وذلك لأنّه ما جادلني عالمٌ إلّا وغلبته، وأما الجاهل فوالله لو آتيه بترليون ترليون دليلٍ من القرآن العظيم فأستنبطه من الآيات المحكمات البيّنات بأنه لن يقتنع ولن يرى الحقّ ومن ثمّ يحاجّني بكلّ ما خالف الكتاب والسنّة ومن ثمّ يزعم أنه مؤمنٌ بالكتاب والسنّة وأنّه مستمسكٌ بكتاب الله وسنّة رسوله وهو ليس على كتاب الله ولا سنّة رسوله بل مستمسكٌ بما خالف كتاب الله وسنّة رسوله فيظنّ أنّه يدعو إلى الحقّ وإلى صراطٍ مستقيمٍ وهو يدعو إلى صراط الشيطان الرجيم وليس بقصدٍ منه ولكنّه من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً.

    و يا قوم إنّ عدم رؤية الله جهرةً حجةٌ لكم على المسيح الدجّال الذي سوف يدّعي الرّبوبيّة فيكلّمكم جهرةً وأنتم تشاهدونه رأي العين جهرةً بين أيديكم إنساناً كمثلكم ترونه والله ليس إنساناً وليس كمثله شيءٌ سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً.

    ويا معشر علماء الأمّة وجميع الباحثين عن الحقّ سبق وأن أنذرناكم بأنّكم دخلتم في عصر أشراط الساعة الكبرى وأنّها سوف تدرك الشمس القمر كما أكّدنا لكم تصديق هذا الشرط المتكرّر في عددٍ من الشّهور، وكذلك أعلنت لكم بأنّها سوف تدرك الشمس القمر بلا شكٍ أو أدنى ريبٍ ونظراً لذلك سوف تعلن برؤية الهلال المملكة العربية السعودية بأنّها ثبتت رؤية هلال شوّال لعام 1429 بعد غروب شمس الإثنين رمضان 1429 بل تفاجأ برؤيته جميع علماء المملكة الفلكييّن وجميع علماء الفلك في العالمين بل حتى علماء وكالة ناسا الأميركية وتلك الآية التي أكّدت لكم وقوعها من قبل الحدث أخبرتكم بأنّها سوف تحدث تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكبر وتصديقاً للمهديّ المنتظر ناصر محمدٍ اليمانيّ لتعلموا أنّه الحقّ من ربّكم لعلّكم تهتدون، ولكن للأسف فمن بعد التصديق للحقّ وحصحص أمام الذين يريدون الحقّ فإذا علماء الدّين والفلكيّون يدخلون في جدلٍ شديدٍ برغم أنّ المهديّ المنتظر قد حكم بينهم فيما سوف يختلفون فيه من قبل أن يختلفوا بل وأخبرتهم بأنّ التي سوف تعلن به هي المملكة العربية السعودية وكذلك أخبرتهم لماذا سوف تتمّ رؤية الهلال في ليلةٍ يستحيل فيها رؤية هلال شوال لعام 1429، وللأسف مرةً أخرى وكأنّ المهديّ المنتظر ناصر محمدٍ اليمانيّ لم يكن بينهم شيئاً مذكوراً! فهل إعراضكم عن المهديّ المنتظر بقصد التّكبّر عليه؟ فسوف يحكم الله بيني وبينكم بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

    فكم أناديكم يا معشر علماء الأمّة للحوار وأنتم في منازلكم وليس المطلوب سوى فتح الجهاز والدّخول للإنترنت العالمية وكلٌّ يدلو بدلوه بموقع الإمام ناصر محمدٍ اليمانيّ حتى يتبيّن للمسلمين وعلمائهم هل جئتكم بالحقّ أم كنت من اللاعبين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمّدٍ اليمانيّ.
    ــــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    <a href=https://www.0zz0.com target=_blank rel=nofollow><a href=http://www2.0zz0.com/2017/12/04/12/284230586.jpg target=_blank rel=nofollow>http://www2.0zz0.com/2017/12/04/12/284230586.jpg</a></a>.
    اضغط الرابط ليصلك الجديد فى البث الحي :
    https://www.youtube.com/channel/UCer...confirmation=1

  5. افتراضي


    إن مدة العقوبة تختلف من مجرم الى آخر في هذه الحياة الدنيا ، فإن لم يتب الشيطان هاروت أو ماروت فما هو العذاب الذي يكفر ذنبهما ، ذلك لأن الله عادل فليس المجرم العادي مثل زعيم المجرمين في العقوبة


    قال تعالى
    (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ
    وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النور/11} )
    صدق الله العظيم


    وما يثبت أن الجزاء يشمل الزمن أيضا ً هو أن السمآوات والأرض (وبضمنها جهنم) لها أجل مسمّى ، فالشيطان (إن لم يتب) ستكون المدة عليه مضاعفة أي الزمن مطلوب في إحلال العقوبة لكي لا يستوي مع غيره

    فكما إن أحد أنبياء الله كان يمكن أن يلبث الى يوم يبعثون في بطن الحوت (
    وهذا عذاب زمني صرف (داخل الحوت) بدأ بأختيار سهم من يلقوه في البحر فكان نصيب يونس لولا إنه كان من المسبحين ) كذلك في الآخرة ستطول آيام أكابر المجرمين في النار



    بسم الله الرحمن الرحيم
    (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ {الأنبياء/87} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ {الأنبياء/88} )
    صدق الله العظيم



    بسم الله الرحمن الرحيم
    (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ {الصافات/139} إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ {الصافات/140} فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ {الصافات/141} فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ {الصافات/142} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ {الصافات/143}
    لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {الصافات/144} فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ {الصافات/145})
    صدق الله العظيم






    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا {الأحزاب/39} )
    صدق الله العظيم
    اللهم نسألك بحق لا إله إلا أنت وبحق رحمتك التي كتبت على نفسك وبحق عظيم نعيم رضوان نفسك أن ترحم جميع النادمين في جهنم أجمعين يا من وسعت كل شئ رحمة وعلما إنك على كل شئ قدير تغفر لمن تشاء وتعذب من تشاء لا تسئل عم تفعل وهم يسئلون اللهم أنه ما كان دعائنا لهم إلا لتحقيق السر العظيم في نفسك فترضى اللهم فألهمهم وعلمهم سوآل رحمتك وبصرهم أن شفعاءهم الذين ينتظرونهم ليشفعوا لهم يوم القيامة إلا كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شئ ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب



  6. افتراضي

    اللهم إنا نسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك وبالمؤمنين ونسألك اللهم قلبا سليما لا يعرف إلا الحب.



  7. افتراضي

    سلام الله على أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار؛
    قال تعالى:قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ.
    و سنسعى لتدبّر قوله تعالى: قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ. إنّ الله عزّ و جلّ قد كتب على عباده الظّالمين الكافرين الذين هلكوا بعذاب جهنّم و بئس المصير و جعل قدر العذاب بقدر الكفر و العناد و المكابرة عن آيات الله عزّ و جلّ وهو القائل جلّ في علاه:ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ؛ وهو القائل أيضا:وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا.
    إذا فماهو الضعف في قوله تعالى: قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ. إنّها الحسرة في قلوبهم من بعد ما ألقوا في جهّنم فضاعف الله لهم العذاب الجسدي بالعذاب النفسي و هذا حال كلّ الأمم من أوّلها إلى آخرها؛ قال تعالى:
    أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ.

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة : وليد بن أحمد
    سلام الله على أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار؛
    قال تعالى:قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ.
    و سنسعى لتدبّر قوله تعالى: قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ. إنّ الله عزّ و جلّ قد كتب على عباده الظّالمين الكافرين الذين هلكوا بعذاب جهنّم و بئس المصير و جعل قدر العذاب بقدر الكفر و العناد و المكابرة عن آيات الله عزّ و جلّ وهو القائل جلّ في علاه:ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ؛ وهو القائل أيضا:وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا.
    إذا فماهو الضعف في قوله تعالى: قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ. إنّها الحسرة في قلوبهم من بعد ما ألقوا في جهّنم فضاعف الله لهم العذاب الجسدي بالعذاب النفسي و هذا حال كلّ الأمم من أوّلها إلى آخرها؛ قال تعالى:
    أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ.
    انتهى الاقتباس من وليد بن أحمد
    بل ان الصعف اخي بعد الحساب في اليوم الاخر لان الذين طلبو الضعف هم من تجادلو وهم في النار من بعد الموت كلما دخلت امة لعنت اختها والضعف هو العذاب على الروح والجسد لذلك قال (لكل ضعف ولكن لا تعلمون )صدق الله العظيم
    تصديقا لقوله تعالى(النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلو ال فرعون اشد العذاب )صدق الله العظيم
    ارايت اخي بارك الله فيك انما الضعف هو عذاب اشد من عذاب البرزخ الذي هو الروح بعذاب اشد على الروح والجسد وسلام قولا من رب رحيم
    لا اله الا الله وعلى انبيائه صلى الله وعلينا حلت رحمة الله
    الله الله الله الله
    يا سعد قوم بالله فازو ولم يرو في الورى سواه ولم يرو في الورى سواه
    قربهم منه واجتباهم قوم يحبهم ويحبونه
    ليس هذا باجتهادنا انما الفضل من الله
    ازال حجب الغطاء عنهم فراو رضوانه في سماه
    ليس هذا باجتهادنا انما الفضل من الله

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 17-12-2023, 09:34 PM
  2. [ فيديو ] { ولنبينه لقوم يعلمون } { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين صدق الله العظيم
    بواسطة وفاء عبد الله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-04-2018, 01:10 AM
  3. [ فيديو ] كنت أظن ولكن الظن لا يغني من الحق شيئا، كنت أظن أني المهدي المنتظر منذ أن بلغت الحلم ولكن ذلك كان ..
    بواسطة وفاء عبد الله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-04-2018, 12:25 AM
  4. كنت أظنّ ولكن الظنّ لا يُغني من الحقّ شيئًا؛ كنت أظنّ أنّي المهديّ المنتظر منذ أن بلغت الحُلُم ولكنّ ذلك كان مجرّد إحساس في نفسي ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 09:30 AM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 09:30 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •