الموضوع: فِرّوا من الله إليه يا معشر العجم والعرب فقد اقترب كوكب العذاب، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد ..

صفحة 6 من 7 الأولىالأولى ... 4567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 63
  1. افتراضي

    إقتباس
    فلو هدى الله كافة الأُمم ما يدأبُ أو يطير إلا بعوضةً واحدةً وجعل الله عبده خليفة له على ملكوت كُل شيء من البعوضة فما فوقها إلا بعوضةً واحدةً قال فذرها تتعذب في نار جهنم إلا أن تفتديها بملكوت كُل شيء بما فوقها من الأمم من ملكوتُ ربك ما يدأب أو يطير الذي استخلفك عليه، فما ظنكم بالمهدي المنتظر؟ فوالله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه أني لا أتردد شيئاً بل سوف أفرح فرحاً كبيراً وأكبُر ربي تكبيراً فأنفق الملكوت كُله إلى من يشاء ربي مقابل أن ينقذ هذه البعوضة، وهُنا تصيب الناس الدهشة، فكيف ذلك؟ وماذا في هذه البعوضة من السر حتى يفتديها المهديّ المنتظَر بالوسيلة المُعلقة بسدرة المُنتهى فما دونها إلى الثرى! ثم يرد عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: يا أخي في حُب الله وما عساني أفعل بالبعوضة، فما قيمتها؟ بل والله إنها لمن أكره الحشرات لدى المهديّ المنتظَر لأنها توقظني من مضجعي وتؤذيني فتمرضني بالملاريا، ولكنه لن يتحقق النعيم الأعظم إذا ظلت البعوضة في نار جهنم، فسوف يظل ربي أرحم الراحمين مُتحسراً على هذه البعوضة التي ظلمت نفسها وكانت من اللذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً، فهل علِمتُم كم مدى إصرار المهديّ المنتظَر على تحقيق الهدف من الخلق فيكون الله راضياً في نفسه؟ ولن يكون الله راضياً في نفسه حتى يُدخِل كُل شيء في رحمته وفي ذلك سر المهديّ المنتظَر الذي يقصده الله بالمثل المضروب في القرآن العظيم في قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِى أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِى بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (27)الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (28)} صدق الله العظيم [البقرة].

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة اللة ونعيم رضوانه
    صدقت امامنا .......
    الانابه الى الله .والتوبة الصادقه الخالصه السليمه..لله وحده وعدم جعل لله ندا ....هي هدف استجابه الدعاء...........واقول للمعرضين عن داعي الحق ؟
    اما يكفيكم عداب بعضكم بعض .
    تريدون استضافه عداب اشد مما انتم فيه .
    ربنا ارحم بعباده من غيره ..
    عباد الله .
    هل ان ظلمكم لانفسكم بسبب الاعراض
    توبوا الى الله لانقاذ انفسكم من العداب باستجابه الداعي ...
    ونقول لمن يعرض عن الداعي .فانه اعمى واضل واصم عن الحق ...لان من اتبعه راى البرهان الحق في نفسه وفي تدبره للايات الواضحات بكافه مصداقيتها ....ولاكن الامام وانصاره وجميع من وقف معهم لن يستطيعوا. هدايتكم باي بيان من البيانات .ابدا مالم تكونوا مؤمنون بالله وحده ولا تدعوا من دونه واهم شئ الانابه اليه بطلب الهدايه فيثبتها ربك في قلبك

    ومن يضن ان انصار الامام انهم لا يعقلون اقول لهم .
    لا نخاف لومه لاءم
    نفرح من دعاني من اتباع المهدي مهدي .وانتم تعلمون دالك
    والحمد لله رب العالمين
    ربنا حبيب قلوبنا اسالك بقدرتك التي ابصرت به اعين الانصار واسمعتهم بما لم يكونو يسمعون .
    وبقدرتك التي ازلت الاكنه على قلوبهم .وابصرتهم واسمعتهم بقدرتك .واحجبت عنهم الباطل الذي كانوا فيه . ان ترحم عبادك وتغفر لهم وترحمهم من قبل ان ياتيهم العداب

    لك الحمد ربي حبيب قلوبنا عن ازاله الحجاب عن قلوبنا .وجعلتها تبصر بما لم تكن تبصر من قبل .
    ربنا زدها نعيم رضوانك .
    ربنا احفظها انت الدي خلقتها انت القادر على تعديلها .وتسويتها .فان بقيت عندي فاني ظالم لها .وان بقيت عندك ربي فانك لا تظلم احد .
    حبيب قلبي ربي بقدرتك القويه
    لا استطيع على اغوا نفسي .ما دامت نفسي متصله بحبيبها ربها .ربي لا حول لي ولا قوه على ارغامها او خدلانها او باي شئ عليها او اهديها او اظلها فانت القادر على تفعيل ما طلبت منك ربي سبحانك سبحانك ربي

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ * وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ * أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ * قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ * سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ * وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ * وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ * وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَٰؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ * فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)
    [سورة الزخرف 74 - 89]
    صدق الله العظيم..

    سلام الله عليك يا قرة عيني ومعلمي خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني الداعي لتحقيق النعيم الاعظم غاية ( رضوان الله في نفسه) الاكبر من جنات النعيم ؛ السلام على كافة الانصار السابقين الاخيار وكافة الباحثين والزوار ؛ نسأل الله ان يحق الحق بقدرته ولا يهلك احدا الا الشياطين انه على كل شيء قدير وهو ارحم الراحمين . وماذا سنكتب بعد بيان قرة عيني الامام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ؛ واقترب العذاب وصار على الابواب ونخوفهم بالحق فما يزيدهم الا طغيانا وكفرا !

    ولا يزال علماء المسلمين والنصارى واليهود معرضين عن داعي الاحتكام الى كتاب الله المحفوظ من يوم تنزيله والى عصرنا هذا والى يوم القيامة وعد الله لا يخلف الله الميعاد !

    ولا يزال مترفو هذه الأمة أكابر مجرميها في غمرة من ذكرهم المحفوظ من التحريف ولا يزالون مستكبرين عن دعوة الامام المهدي ناصر محمد اليماني الذي يدعوهم الليل والنهار الى الاحتكام الى كتاب الله القرآن العظيم الذي يزعمون بأنهم به مؤمنون وهجروه ولم يتدبروه حتى يأخذهم الله مع الكافرين بالقرآن العظيم فيجأرون ولات حين مناص!

    وقال تعالى (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ * حَتَّىٰ إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ * لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ ۖ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ * قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ * مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ * أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ)
    [سورة المؤمنون 63 - 68]
    صدق الله العظيم .

    وملئت الارض ظلما وجورا بما كسبت ايدي الناس جميعا مسلمهم والكافر ومختلفين ويقتل بعضهم بعضا الا من رحم ربي .

    اللهم افتح بيينا وبين شياطين الجن والإنس ومن كل جنس انك تعلم السر وأخفى ياسميع يا عليم ووعدك ربي الحق وانت ارحم الراحمين .

    نعوذ بعزتك ربي ان نرضى بشيء حتى ترضى في نفسك غير متحسر ولا حزين يا ربي الاكرم يا من علم بالقلم ؛ علم الانسان مالم يعلم .

    ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين..

    ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين..

    ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب ..


    سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المراسلين والحمدلله رب العالمين..

  4. افتراضي

    رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

  5. افتراضي

    تفضل أخي أيمن
    رأي الإمام
    سابقا!؟
    في هذا البيان
    وقد يكون هناك رأي أخر ل ابو أمة النعيم الأعظم
    المهدي الي حقيقة النعيم الأعظم
    حبيب قلبي
    الحكيم اليماني(ناصرمحمداليماني)


    وياقوم إني أرى أنه لن يصلح هذه الأمة إلا كوكب العذاب حتى يعلموا الحق من الباطل
    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - 01 - 1430 هـ
    10- 01- 2009 مـ
    12:11 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    ويا قوم إني أرى أنه لن يصلح هذه الأمّة إلا كوكب العذاب حتى يعلموا الحقّ من الباطل..

    بسم الله الرحمن الرحيم ، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    ليس علينا إلا أن نُعلّم الناس بمكانهم ومكان تابوت السكينة وهذا أمر يتولاه الله، فإن لم يبحثوا عن الحقّ على الواقع الحقيقي فسوف يبعثهم الله فيخرجون على الناس في قدرهم المقدور في الكتاب المسطور. وإنما كُنا نريد أن يعثروا عليهم فيطلع عليهم الناس لعلهم يوقنون، ولكن لا خير في الحكومة اليمنية ولن تبحث عن الحقيقة بعد على الواقع الحقيقي.

    وعلى كُل حالٍ يا مُحمد العربي توجد هُناك آيات أخر للتصديق؛ ألم يجدوها حق على الوقع تصديقاً للبيان الحقّ؟
    ويا أخ مُحمد، أرى أن تشغل نفسك بنشر الدعوة وليس بكثرة الأسئلة يا بني فتشغلني عن كتابة بياناتٍ هي أهم فتجبرني بتأخيرها حتى أردّ عليك بارك الله فيك، وكذلك لا تنسى أن ظهور الإمام المهدي من بعد التصديق عند البيت العتيق وليس في محافظة ذمار في قرية الأقمر إلا أن يشاء ربي شيئاً، وسع ربي كُل شيءٍ علماً، وكُلّ يوم هو في شأن.

    وقد كنا ننتظر من الفيصل اليماني خبراً في هذا الشأن ولكنه لم يأتنا منه أي خبرٍ على الإطلاق ولا عن سبب عدم نجاحه في المُهمة التي وعدنا بها من ذات نفسه، ولعله قد فتنه أحد الذين لا يعلمون ممن يزعِّمون أنفسهم عُلماء وهم ليسوا على كتاب الله ولا سنة رسوله الحقّ، ولكنهم يُبحِرون في كثير من الروايات أكثرها تُخالف لكتاب الله وسنة رسوله فهم بها مُستمسكون ومُعتصمون أعظم من اعتصامهم بالقُرآن العظيم! وقالوا لا يعلم تأويله إلا الله وحسبنا الأحاديث والروايات؛ بل لو أتيته بألف سلطانٍ بيّنٍ من القرآن لنبذه وراء ظهره ثم يقول: "إنه ثبت عن فلان وعن فلان" وأتى لنا برواية تخالف للبيان الحقّ للقرآن، ويزعمون أنهم على كتاب الله وسنة رسوله وهم ليسوا على كتاب الله ولا سنة رسوله، فَضَلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً، أولئك أشر علماء تحت سقف السماء سواءً كانوا من الشيعة أو من السنة أو من أي مذهب من مذاهب التفرق من الذين يصدون عن الحقّ صدوداً بسبب فتنة الروايات والأحاديث التي بيّتها اليهود غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم [النساء:81].

    ولا خير فيهم ولا في علمهم، ولربما يأتي أحدهم يقول لأحد المُصدّقين بشأن ناصر محمد اليماني: "إني أنصحك بعدم اتّباع هذا الرجل المدعو ناصر محمد اليماني وأن تتّبع كتاب الله وسنة رسوله". وكأنَّ ناصر مُحمد اليماني يدعو إلى الديانة اليهودية قاتلهم الله أنى يؤفكون! وهل أدعوهم والناس أجمعين إلا لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ إلا ما خالف منها لمحكم القرآن العظيم؟ وكذلك آخذ بكافة الروايات والأحاديث إلا ما خالف لمحكم القرآن لأني أعلم إن تلك الرواية أو الحديث جاء من الأحاديث التي بيّتها اليهود بعدما سمعوا الحقّ من مكر اليهود بالافتراء على الله ورسوله، ولكنهم هم المُتمسّكون بالافتراء اليهودي ويجادلون بالباطل ليدحضوا به الحقّ.

    ويا قوم، إني أرى أنه لن يصلح هذه الأمة إلا كوكب العذاب حتى يعلموا الحقّ من الباطل يوم مجيء كوكب سقر الكوكب العاشر يوم تبلغ القلوب الحناجر وعندها يعلمون علم اليقين أني الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم، وللأسف فلا يستخدم المسلمون الباحثون عن الحقيقة عقولَهم فينظرون أيّنا أقوى سُلطاناً بالعلم حتى يتّبعه هل ناصر محمد اليماني أم الذين ينكرون أمره، وإذا تدبر وهو يريد الحقّ فسوف يُبصر أنّ الفرق لجدّ عظيمٍ كالفرق بين النّور والظلمات، ولكن أكثر الناس لا يعقلون؛ بل هم كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلاً. ولو ينظروا لناصر محمد اليماني فإذا هو يقول لأوليائه لا للاتّباع الأعمى فإن رأيتم أحداً من عُلماء الأمة تفوّق علينا بعلمٍ أهدى من علم ناصر محمد اليماني وأقوم قيلًا بأن يرجعوا عن اتّباعي وأن لا تأخذهم العزة بالإثم، وذلك لأني أعلم أنّ السُلطان هو العلم الحقّ الذي أتى من الله وليس من شياطين البشر والخزعبلات التي أكثرها ما أنزل الله بها من سُلطان.

    وسلامٌ على المُرسلين ، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــــ

  6. افتراضي

    تفضل أخي أيمن هذا الإقتباس
    من بيان للإمام المهدي

    - 2 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 12 - 1431 هـ
    15 - 11 - 2010 مـ
    07:14 مسـاءً
    ـــــــــــــــــــــ


    { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }

    بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيــــمِ
    {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف:103].
    {فَمَا كَانَ جَوابَ قَومِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِيْن} [العنكبون:29].
    {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ} [الرعد:6].
    {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} [يونس:51].
    {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال:32].
    {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النمل:46].
    {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33].

    ويا أبا هادي كُنا نظنك من أولي الألباب من خير الدواب وتبيَّن لنا أنك من الذين يستعجلون بالعذاب الذين لا يعقلون ولو كانوا يعقلون لقالوا اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فاهدنا إليه وبصرنا به برحمتك يا أرحم الراحمين، ولكن الذين يستعجلون العذاب قوم لا يعقلون كونهم يستعجلون بالسيئة قبل الحسنة.

    وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    ويا أبا هادي، لو كنت تريد الخير للبشر لما حاورت المهديّ المنتظَر علّهُ يُجبر أن يبيَّن للبشر بيان الأربعة أشهر من يوم النحر وأذان من الله يوم الحج الأكبر إلى الكافرين: {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [التوبه:2].

    ولم يبقَ من بيان أسرار الحساب الذي يخصّ البشر في الكتاب إلا بيان الأربعة أشهر بدءاً من يوم النحر إلى مرور كوكب سقر وهو بما تسمونه الكوكب العاشر؛ ذلكم كوكب سقر؛ ذلكم كوكب النار اللواحة للبشر من عصر إلى آخر وجاء قدر المرور لكوكب سقر في عصر الحوار من قبل الظهور للمهدي المنتظر ليلة يسبق الليل النهار؛ ليلة تبلغُ القلوب الحناجر.

  7. افتراضي

    ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ..
    اللهم وأصلح حال المسلمين والضالين، اللهم ولاتجعل للشيطان علينا ولاعليهم سبيلا وأقر أعيننا برؤيتهم يعبدونك وحدك لايشركون بك شيئا يا الله يا عالما بحالهم وحالنا
    سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

  8. افتراضي

    فتلك هي العقيدة الكاذبة فلن يتحقق منها شيئا" لأنهم لا يعلمون أن قلوبهم بيد ربهم
    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 08 - 1431 هـ
    14 - 07 - 2010 مـ
    02:49 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ


    فتلك هي العقيدة الكاذبة فلن يتحقق منها شيئاً لأنهم لا يعلمون أنّ قلوبهم بيد ربّهم..

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)} صدق الله العظيم [المائدة].

    ويا حبيبَ المهديّ المنتظَر الحسين بن عمر، تذكّر قول الله الواحد القهّار في مُحكم الذكر أنه يتقبل العفو منا حتى عن شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكُفر. وقال الله تعالى: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)} صدق الله العظيم [المائدة].

    وعليه فإني أشهدُ الله الواحد القهّار أني قد عفوت عن الذي كان يُسمي نفسه الناصر للإمام ناصر محمد، وعفوت عنه لكي يزيدني ربّي بحبه وقربه، وذلك من أعظم الإحسان في الكتاب نفقة العفو. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [219].

    وليس معنى ذلك أني استغفر الله لهم، فكيف يغفر الله لهم ما لم يغيروا ما بأنفسهم فيتوبون إلى ربّهم؟ وإنما أعفو عنهم في حقّي لوجه الله ليزيدني بحبّه وقربه عسى الله أن يعفو عنهم فيهديهم، إنَّ ربّي على كل شيءٍ قديرٍ. فصبرٌ جميلٌ حبيي في الله الحُسين بن عمر، وصبرٌ جميلٌ أحبتي الأنصار السابقين الأخيار وما صبركم إلا بالله ليزيدكم بحبه وقربه ونعيم رضوان نفسه، وسنزيد المُحسنين.

    ولا نزال نُذكركم بالهدف الذي يعيش من أجلِ تحقيقه المهديّ المنتظَر وكافة أنصاره الربّانيين أقرب المُقربين، فجميعنا نحيا في هذه الحياة من أجل تحقيق النّعيم الأعظم من ملكوت الدُنيا والآخرة، وهو: أن يكون الله راضياً في نفسه لا مُتحسراً ولا غضباناً. وكيف يتحقق ذلك؟ حتى يدخل الله عباده في رحمته جميعاً، ومن ثمّ يكون الله راضياً في نفسه وليس مُتحسراً على عباده وليس حزيناً، ألا والله إن حُزن الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم لهو أعظم من حُزن الوالد على ولده وأعظم من حُزن الأمّ التي هي أرحم من الأب بولدها، ولكن حُزن الله على عبده هو أعظم. وذلك بسبب أنّ الله هو أرحم الراحمين فلم يَهِن عليه عباده برغم أنه لم يظلمهم شيئاً، ولكنهم أنفسهم يظلمون فيكذبون رسل ربّهم ويكفرون بآيات ربّهم، ومن ثمّ يدعو عليهم رسلُ الله وأنصارُهم، ومن ثمّ يجيبهم الله فيهلك عدوهم ويستخلفهم في الأرض من بعدهم. تصديقاً لوعد الله لرُسله وأوليائه، إن الله لا يخلف الميعاد. ومن ثمّ يسكت غضب الربّ في نفسه من بعد الانتقام من عبيده الظالمين بعد أن حلّ الندم في أنفسهم على ما فرّطوه في جنب ربّهم، فقال الظالم منهم: {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:56].

    ومن ثمّ يسكت الغضب في نفس الربّ بعد أن حلَّت الحسرة في أنفسهم على ما فرطوا في جنب ربّهم، ومن ثمّ يتحسر أرحم الراحمين على عبيده الذين ظلموا أنفسهم، ويقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (31) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (32) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (33)} صدق الله العظيم [يس].

    ويا أحباب الله يا من يحبهم الله ويحبونه، فهل تستطيعون أن تتنعموا فتستمتعوا بنعيم الجنة وحورها وحبيبكم الأعظم مُتحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ إذاً لا فائدة من جنّة النّعيم وحورها وقصورها وخمورها وعسلها ولبنها ما لم يتحقق النّعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه لا مُتحسرٌ ولا حزينٌ، ولن يتحقق رضوان الله في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته جميعاً، فلا تيأسوا من روح الله يا عباد الله جميعاً، وتوبوا إلى الله متاباً، وأنيبوا إلى ربِّكم وقولوا: ربّي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين. تجدون لكم رباً غفوراً رحيماً، وتجدون أنه حقاً لا مجال للمُقارنة بين رحمة الله في نفسه ورحمة عبيده لبعضهم بعضاً، بل تجدون أنّ الفرق جداً عظيم، وأن الله هو حقاً أرحم الراحمين، ومن يئس من رحمة الله فقد ظلم نفسه ظُلماً عظيماً، وما قدَّر ربّه حقّ قدره. سُبحانه وتعالى علُّواً كبيراً.

    فمن ذا الذي أفتاكم باليأس من رحمة الله أرحم الراحمين؟ فقط حتى تصرَوا على الاستمرار في حرب الله وأوليائه يا معشر الشياطين وأنتم تعلمون بالنهاية أنه الانتصار للحقّ على الباطل ثمّ يلقي الله بكم في أشدِّ العذاب في نار جهنم وذلك لأنكم يئستم أن يرحمكم الله في الدُنيا والآخرة كما يئس الكُفار من أصحاب القبور وذلك هو سبب إصراركم على إطفاء نور الله وتريدون أن يضلّوا معكم عبيد الله جميعاً حتى يكونوا معكم سواء في نار جهنم، ولكن الله ابتعث الإمام المهدي ليفتيكم بالحقِّ أن سبب ظُلمكم لأنفسكم هو اليأس من رحمة فإنّ الذي أفتاكم أن تيأسوا من رحمة الله لمن الكاذبين فليتب إلى الله متاباً ولسوف يجد له رباً غفوراً رحيماً، فلا تحرموني وأنفسكم نعيم رضوان الله.

    أستحلفكم بالله العظيم وذلك لأني الإمام المهدي الذي يعبدُ رضوان الله كغاية وليس كوسيلة لتحقيق نعيم الجنة وحورها وقصورها، فكلا وربي الله لا أرضى ولا أريد أن أرضى حتى يكون من أحببت راضياً في نفسه لا مُتحسراً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم فلا تظلموني وتظلموا أنفسكم يا معشر شياطين الجنّ والإنس اليائسين من رحمة الله فوالله حتى الشياطين هم جُزء من هدف الإمام المهدي! ولا أكاد أن أفتي المُسلمين بهذا من قبل خشية أن يزيدهم ذلك فتنة إلى فتنتهم فيقولون: "وكيف يكون هذا الإمام المهدي وهو يريد أن ينقذ حتى الشياطين من خلود العذاب؟". ومن ثمّ يقول لهم الإمام المهدي: يا قوم ما ظنّكم بقول الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)}؟ صدق الله العظيم [المائدة].

    وإنما العفو عنهم هو لوجه الله في حقكم، وقد جعل الله العبد حُراً في حقّه إن أراد أن يعفو عن عباد الله لوجه ربه، ولم يأمركم الله أن تستغفروا للشياطين وللكافرين؛ لأن الله لن يغفر لهم ما داموا مُصرّين على ما يغضب الله، ولن يغفر الله للعبد حتى يتوب وينيب إلى ربّه وحتى ولو استغفر له كافة أهل السماء والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80 )} صدق الله العظيم [التوبة].

    وليس معنى ذلك أن الله كتب في كتابه أنّه لن يغفر لهم أبداً ولذلك لم يتقبل استغفار الرسول لهم، كلا وربي، فمن أفتاكم بذلك فقد ظلم نفسه؛ بل سبب عدم قبول الاستغفار لهم هو بسبب إصرارهم على ما يفعلون ما لا يحبه الله ولا يرضاه لهم، وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:135].

    ولكن شياطين البشر فهموا هذه الآية خطأً فيئسوا من رحمة الله، ولذلك يريدون أن يُضِلُّوا عباد الله عن الصراط المُستقيم حتى يكونوا معهم سواء في نار جهنم. فاتقوا الله يا معشر الشياطين فوالله الذي لا إله غيره إن الإمام المهدي هو الأعلم بكتاب الله وبيان آياته، وإني لا أخدعكم حتى تكفّوا حربكم عن دين الله؛ كلا وربي الله لأني أعلمُ أن الله ناصري عليكم مهما مكرتم، فإنا فوقكم قاهرون بإذن الله الواحدُ القهار، وأعلمُ أنكم مهما مكرتم فلن تمكروا إلا بأنفسكم فيجعل الله مكركم هو لصالح المهديّ المنتظَر لإتمام نور الله على العالمين ولو كرهتم.

    إذاً يا قوم فلمَ أخدعكم حتى ولو كنتم من ألدِّ أعداء المهدي المنتظر؟ فلا ينبغي لي خداعكم فأقول بيان آية بغير المقصود، كلا وربي الله الذي تولى تعليمي أني لا أُعلمكم إلا بالبيان الحقّ المقصود من كلام الله في آياته، والله على ما أقول شهيد ووكيل. وإنّما الفخ الذي أعمله في بعض بياناتي هو من أجل التّجرُّؤ للحوار فيزعم أحد عُلماء الأمّة أنه سوف يقيم الحجّة على ناصر محمد اليماني في الحجّة الفلانية، ومن ثمّ يسجل لدينا على عجل شديد ويبدأ في الردّ تلو الردِّ، ومن ثمّ يتفاجأ بما لم يكن يحتسبه ممن آتاه الله علم الكتاب ليُعلمكم ما لم تكونوا تعلمون.

    ويا عباد الله جميعاً إنكم جميعاً في نطاق هدف الإمام المهدي الذي ابتعثه الله الرحمة الكُبرى للعالمين ليجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ، فإذا كان الإمام المهدي يتمنى حتى هداية الشياطين فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ وأُعاهدكم بالله أن أكون صادقاً بالبيان الحقّ للقرآن ويهدي الله بالبيان الحقّ للإمام المهدي كثيراً، ولكن للأسف فإنه أيضاً يُضلُّ الله بالبيان الحقّ للإمام المهدي كثيراً، وما يضل به إلا الذين علموا أنّه حقاً المهدي المنتظر، فلما رأوه ظهر وجاء القدر لبعث المهديّ المنتظَر ساءت وجوههم ولم يفرحوا برحمة الله الكُبرى بسبب عقيدتهم أنها لن تنالهم رحمة ربّهم، فمن ذا الذي افتاكم أنّ الله كتب على نفسه أن لا يرحمكم أبداً، ولذلك لم تتوبوا إلى ربكم؟ وإنكم لخاطئون بهذه العقيدة التي كانت سببَ هلاك كثيرٍ منكم. ولكني الإمام المهدي أبطل هذه العقيدة بسُلطان العلم الحقّ من محكم كتاب الله فألقي إليكم بهذا السؤال وأقول: يا معشر شياطين الجنّ والإنس ألستم تعلمون إنكم من ضمن عبيد الله الذين خلقهم الله لعبادته؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات:56]؟ والسؤال بالضبط: فما دُمتم من عبيد الله فلماذا تعتقدون أنه لا يشملكم نداء الله أرحم الراحمين في مُحكم كتابه في قول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثمّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾}؟ صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن حتى يغفر الله لكم فاعلموا أنه لا استغفار مع إصرار، كمثل أن يزني الزاني أو يظلم نفسه فيقول ربّي اغفر وارحم وأنت خير الراحمين، فلن يغفر الله له حتى ولو استغفر الله في اليوم مليار استغفار فلن يغفر لهُ ربّه الواحدُ القهار بسبب الإصرار على الفعل الذي يستغفر الله فيه، فكيف يغفر الله له وهو لا يزال مُصِرّاً على الفعل الذي لا يحبه الله ولا يرضاه؟ ولذلك قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:135].

    ومن استغفر الله في ذنبٍ وهو ينوي أن لا يعود إليه أبداً غفر الله له ذلك الذنب كون الله ينظر إلى نيّة عبده الحالية فهل ينوي عدم الإصرار على ذلك الفعل؟ ومن ثمّ يغفر الله له ذلك حتى ولو يعلم الله أنه سوف يعود إليه مرةً أخرى غفر الله له ولا يبالي بعودته إلى ذلك الذنب مرةً أخرى، حتى إذا عاد إليه مرة أخرى ثمّ استغفر الله وهو ينوي عدم الإصرار كذلك سيغفر الله لهُ ولا يبالي بعودته إليه مرة اخرى، كون الله ينظر إلى نيّة قلب عبده الحالية حين الاستغفار، والأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، فما دام يستغفر العبد من الذنب وهو ينوي عدم العودة إلى ذلك الفعل غفر الله له حتى ولو يعلم الله أن عبده سوف يعود إليه مرة أُخرى. وأضرب لكم على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُ‌كُمْ فِي الْبَرِّ‌ وَالْبَحْرِ‌ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَ‌يْنَ بِهِم بِرِ‌يحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِ‌حُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِ‌يحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [يونس:22-23].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل الله لا يعلم أنهم سوف يعودون لشركهم بعد أن ينقذهم؟ بل يعلم ذلك سبحانه. ولكنهم يدعون الله مُخلصين لهُ الدين قلباً وقالباً. وقال الله تعالى: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٢٢﴾ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ بِغَيْرِ‌ الْحَقِّ} صدق الله العظيم.

    وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ‌ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِ‌ي فِي الْبَحْرِ‌ بِنِعْمَتِ اللَّـهِ لِيُرِ‌يَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ‌ شَكُورٍ‌ ﴿٣١﴾ وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ‌ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ‌ كَفُورٍ‌ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    وقال الله تعال: {قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ‌ وَالْبَحْرِ‌ تَدْعُونَهُ تَضَرُّ‌عًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٦٣﴾ قُلِ اللَّـهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْ‌بٍ ثمّ أَنتُمْ تُشْرِ‌كُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    إذاً في لحظة الدُعاء كانوا مُخلصين لربهم منيبين إليه فيقولون: {لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِ‌ينَ}، ومن ثمّ ينجّيهم الله لأن نيتهم كانت صادقة، ولذلك غفر الله لهم فأنجاهم مع أنه يعلم أنَّ منهم من سوف يعود إلى ما كان عليه من قبل، ولكن الله لم ينظر إلى علم الغيب لعمل عبده، ولو ينظر إلى علم الغيب لعباده لما غفر لأحد عمل السوء؛ بل ينظر إلى النيّة الحالية في القلب حين الدُعاء والاستغفار، ولكنهم في الحقيقة كاذبون فقد يندهش الباحثون عن الحقّ ويقولون: "فكيف يكونون كاذبين وقد أفتيت إنهم صادقون في دُعائهم قلباً وقالباً؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي وأقول: كاذبين في العقيدة وليس في القول، وبسبب عقيدتهم الكاذبة يعودون لما نهوا عنه. وحتى تفهموا البيان المقصود للعقيدة الكاذبة سوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في العقيدة الكاذبة لدى أهل النار. وقال الله تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:107].

    وقال الله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)} صدق الله العظيم [الأنعام:28].

    والسؤال الذي يطرح نفسه أولاً للعقل والمنطق: فهل من المعقول أنهم يكذبون على ربّهم فيقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم برغم أنهم يصطرخون في نار جهنم؟ فما هو جواب العقل في هذه المسألة؟ فحتماً ستكون فتوى العقل إنه ليس من العقل والمنطق أن يكونوا كاذبين في القول فيقولون لربهم ما ليس في قلوبهم وهم لا يزالون مصرّين على العودة لما نهوا عنه، فكيف يكون ذلك وهم يصطرخون في نار جهنم! فلا بُد أنهم فعلاً يريدون أن يعملوا غير الذي كانوا يعملون حتى لا يدخلوا نار جهنم مرة أخرى. ولكن يا قوم فماذا يقصد الله بقوله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُون (28)} صدق الله العظيم [الأنعام:28]؟ فهل يقصد أنهم كاذبون في القول أم في العقيدة؟ ونفتيكم بالحقِّ إنّ الله يقصد إنهم لكاذبون في العقيدة، لأنه ليس الهدى هداهم حتى يعتقدوا من غير استثناء أنهم لو يعودون إلى الدُنيا لعملوا غير الذي كانوا يعملون، ولكنهم لكاذبون في هذه العقيدة. فما يدريهم والهدى هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه! ولكنهم واثقون في أنفسهم أن الله لو يخرجهم من النار فيعيدهم إلى الدُنيا إنهم سوف يعملون غير الأعمال التي كانت سبباً لدخولهم النار، فيزعمون أنهم لا ولن يعودوا لذلك، ولذلك سوف يصرف الله قلوبهم لو أرجعهم حتى يعودوا لما كانوا يفعلون، وذلك ليعلموا أنهم لكاذبون بأن الهُدى هداهم بل الهُدى هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه. إذاً يا قوم إنهم كاذبون في العقيدة اليقينيّة التي في أنفسهم أنهم لن يعودوا إلى ما نهوا عنه، ولذلك حكموا على أنفسهم بسبب يقينهم أنهم لن يعودوا لذلك وقالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:107].

    ولذلك قال الله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)} صدق الله العظيم [الأنعام:28].

    ويقصد أنهم لكاذبون في العقيدة اليقينية في أنفسهم فهم لا يستثنون فيقولون إن شاء الله لن نعود لذلك بل حكموا على أنفسهم وقالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} صدق الله العظيم، فهم لا يعلمون أن الله يحول بين المرء وقلبه ويصرف قلوبهم كيف يشاء، وكانت العقيدة الكاذبة هي سبب ضلال كثير من الأمم. وأضرب لكم على ذلك مثلاً في الذين كفروا في الحياة الدُنيا فهم يطلبون من رُسل ربّهم أن يؤيّدهم بمُعجزات الآيات، فتجدونهم يعدون الرسول لئن أيّده الله بمُعجزةٍ فأنهم سوف يصدقونه لا شك ولا ريب في أنفسهم. فتلك هي العقيدة الكاذبة فلن يتحقق منها شيئاً، لأنهم لا يعلمون أن قلوبهم بيد ربّهم فما يدريهم أنهم حقاً سيهتدون لو يؤيد رُسله بالآيات وربهم يحول بين المرء وقلبه! وقال الله تعالى: {وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:109].

    وبما أنها عقيدة كاذبة فلن يتحقق منها شيءٌ على الواقع الحقيقي، فسوف يؤيّد الله رسله بالآيات بناءً على طلب قومهم ومن ثمّ يصرف قلوب قومهم أصحاب العقيدة الكاذبة فيزدادون كفراً فيقولون إن هذا إلا سحر مُبين، وقال الله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فهل فهمتم الآن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)} صدق الله العظيم؟ أي كاذبون في العقيدة وليس في القول وذلك لأنهم لم يقولوا بألسنتهم قولاً وهم ينْوون ذلك في قلوبهم للعودة إلى ما كانوا يعملون، حاشا لله ربّ العالمين فليس ذلك من العقل والمنطق في شيء، فكيف أنّهم في نار جهنم وقودها الحجارة يصطرخون من الحريق ثمّ يكذبون على ربّهم؟ كلا وربّ العالمين إنْه ليس في قلوبهم أي نيّة للكذب على الله؛ بل إنهم يريدون فعلاً من ربّهم أن يرجعهم إلى الدُنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وإنما عقيدتهم كاذبة فهي ليست عقيدة حقّ فلا بدّ لهم أن يعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، ولذلك فإن الهدى هدى الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:24].

    فحذار يا معشر الأنصار أن توقنوا أنكم لن تضلوا عن الهدى بعد أن علمتم أن البيان الحقّ للقرآن العظيم أنه بيان الإمام ناصر محمد اليماني، فإن فعلتم فسوف يزيغ الله قلوبكم حتى تعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، بل الحقّ أن تقولوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار:
    {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)} صدق الله العظيم [آل عمران].

  9. افتراضي

    (وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)

    (ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين)

  10. افتراضي

    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 01 - 1431 هـ
    22 – 12 - 2009 مـ
    10:55 مساءً
    ـــــــــــــــــ

    ثمّ تبيّن للملائكة جميعاً أنّ ربّهم غير راضٍ في نفسه عليهم..
    " يا (من يخاف وعيد) أحبَّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعالٌ لما يُريد "

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا (من يخاف وعيد)، أَحبّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعّال لما يُريد، اللهم اغفر لأنصاري جميعاً، واغفر لعبدك معهم، اللهم أحِبَّ أنصاري جميعاً واجعلهم ينافسون عبدك في حبّك وقربك، اللهم ارضَ عن أنصاري جميعاً وأكرمهم، اللهم أكرم من أكرم عبدك وأنت أكرم الأكرمين، اللهم احشرنا مع من أحببناه جميعاً من أجلك محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، اللهم اجعل له أرفع درجةٍ في جنّات النّعيم فإنّه أحبّ إلى أنفسنا من آبائنا وأمهاتنا ومن أنفسنا ومن النّاس أجمعين، اللهم واجعلنا لهُ منافسين في حبّك وقربك لأنّك أحبّ إلى أنفسنا من عبدك محمد عليه الصلاة والسلام، اللهم إنّنا نستطيع أن نتنازل عن أعلى الدرجات المادية في جنّتك لمحمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - طمعاً في التنافس في الحُبّ في ذات نفسك سبحانك، ومن لم يَغِرْ عليك من عبادك فلن يرقى إلى الحُبّ الأعظم حتى يشعر أنّه يغير على الودود من كافة الأنبياء والمُرسلين ومن المهدي المنتظر.

    اللهم ولا تجعل في قلوبنا غلّاً ولا حقداً للذين آمنوا، اللهم ثبتنا على التنافس في حبّك وقربك، اللهم إنّنا نعلم أنّك لم تخلقنا من أجل التنافس على جنّتك؛ بل خلقت الجنّة من أجلنا وخلقتنا لنعبدك وحدك لا شريك لك لنتنافس في حبّك وقربك، اللهم إنّك قد علمتنا أنّه لا فرق عندك بين عبيدك فجميعهم عبيد مُتنافسون في حُبِّ ربّهم المعبود، اللهم اصرف المُغالاة من قلوب العبيد للعبيد، اللهم إنّي أشهد أن سبب هلاك الأمم هي المُغالاة في عبادك، فما أن يعلموا بتكريمك لأحد عبادك من الأنبياء والمُرسلين والصالحين إلا وتمسّحوا في قبره وتوسّلوا به إليك وسجدوا على ترابه لك فأشركوا في عبادتهم لربّهم، ولكن عبدك أفتاهم أنّك إلهٌ واحدُ للجميع ولعبيدك الحقّ جميعاً في التنافس في حبّك وقربك.

    اللهم إنّي وجدت عُلماء المُسلمين قد وضعوا أنبياءك ورُسلك خطاً أحمرَ بين العباد والمعبود وأفتوا المؤمنين أن الأنبياء أكرم عبادك وإنّه لا ينبغي للصالحين أن يكونوا أكرم منهم عندك أو أحبّ منهم إلى نفسك، وبسبب هذه العقيدة الباطلة استيأس التابعين من المنافسة في حبّك وقربك وجعلوك حصرياً للأنبياء والمرسلين من دون الصالحين بحُجة أنّك اصطفيتهم لرسالتك، ولم يتذكروا أنّك أمرت جبريل والملائكة أجمعين أن يسجدوا لبشرٍ خلقته من طينٍ برغم أن ملائكتك هم عبادك المُقربّون من قبل أن تخلق آدم عليه وعليهم الصلاة والسلام، أفلا يعلمون أنّك الغفور الودود فعّال لما تُريد وإنما فعلت ذلك بسبب أن ملائكتك ظنّوا في أنفسهم بغير الحقّ أنّهم أكرم عبادك نظراً لأنّهم ملائكتك المُقربّون المخلوقون من نورٍ، واعتقدوا إنّه لا ينبغي أن يكون من عبادك من هو أكرم منهم فمنهم حملة عرشك؟ ثم أراد ربّي أن يُعلمهم درساً في العقيدة، ثم خلقتَ آدم من طين حتى ينطقوا بما في أنفسهم مما أخفوا من الإعجاب بأنفسهم، ولذلك قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم [البقرة:30].

    ولكني المهديّ المنتظَر أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّها كادت أن تأخذهم العزة بأنفسهم وليس لأنّهم يخشون أن يُفْسِدَ فيها أو يسفك الدماء؛ بل يقصدون أنّهم خيرٌ منه وأنّهم أولى بك من عبادك. ولذلك قالوا: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم [البقرة:30]. فأغواهم إعجابهم بأنفسهم حتى أخطأوا في حقّ ربّهم وكأنّهم أعلم من الله، ولكن الله أسرّ غضبه في نفسه ولم يبدهِ لهم حتى خلق آدم عليه الصلاة والسلام ثم زاده بسطةً في العلم عليهم، وقال لملائكته: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهنا أدركت الملائكة أن ربّهم لم يعد راضٍ عليهم وأنّهم لم يعودوا صادقين في نظر ربّهم وأنّهم تجاوزوا حدودهم في الخطاب مع ربّهم فيما لا يحقّ لهم فليس لهم من أمر الخلافة شيء؛ بل صاحب الملك والملكوت له الأمر وحده من قبل ومن بعد وليس لملائكته من الأمر شيء. وحين قال الله تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم، ومن ثم تبين للملائكة جميعاً أن ربّهم غير راضٍ في نفسه عليهم فتابوا وأنابوا مُسبحين ربّهم تائبين، فقالوا: {قَالُوا سبحانك لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا أنّك أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:32].

    برغم أنّه كان في أنفسهم ما في نفس إبليس وكانوا يرون أنّهم خيرُ خلق الله وأكرم عبيد الله فهم عباد الله المُقربون فهم على مقربة من عرشه ومنهم حملة عرشة ولذلك ظنّوا أنّهم خير عباد الله وأكرمهم في كتابه، وكانوا يظنّون أنّه لا ينبغي أن يكون عبدٌ من جنسٍ آخر هو أكرم منهم، ألا والله إنّهم كادوا أن يزيغوا عن الصراط المُستقيم لو أنّهم أصروا على ما كان في أنفسهم، ولكنهم تابوا وأنابوا فخضعوا إلى قاموس العبيد فلا أفضلية بين العبيد في كتاب الله مهما كان خلقه أو جنسه أو حجمه إلا بالتقوى في كتاب ربّ العالمين، وأمّا إبليس فأخذته العزة بالإثم وقال: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:12].

    وقال: {لَمْ أَكُن لأسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مّنْ حَمَإٍ مّسْنُونٍ} صدق الله العظيم [الحجر:33]. وبسبب إعجابه بنفسه وتكبره وغروره لعنه الله وأزاغ قلبه وأغواه عن الصراط المستقيم، ولا يظلم ربّك أحداً.

    ويا معشر البشر الأنصار والمُسلمين جميعاً، فلو يكرمكم الله فيجعلكم ملائكةً فلا تهتموا بجنسكم ولا تتفاخروا بالملك، فلا يلهكم ملكوت الدُنيا والآخرة مهما أكرمكم الله إن اهتديتم فأكرمكم ربّكم فلا تعجبكم أنفسكم فيأخذكم الغرور بغير الحقّ.

    وأنا المهدي المنتظر، أقسمُ بالله الواحد القهار ما خلقكم الله من أجل التفاخر بالجمال والمال والملك وجنّات النّعيم؛ بل حرِّموا على أنفسكم جنّات النّعيم واتّبعوني لتحقيق النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم، ولكني سوف أفتى جميع الصالحين وأقول لهم: "والله الذي لا إله غيره لن يُجب دعوة المهديّ المنتظَر فيحرِّم على نفسه جنّة النّعيم حتى يكون اللهُ هو أحبّ إليه من جنّات النّعيم والحور العين ومن الدرجة العالية الرفيعة"، ولكم الحقّ أن تُحاجوا ربّي وربّكم الله ربّ العالمين فتقولوا: "يا إله العالمين، قد علمنا أنّك أرحم بعبادك من عبيدك فنحن نؤمن أن الله الرحمن الرحيم أرحم الراحمين، وقد علّمنا عبدك ما تقول حين تهلك عبادك الكافرين من الإنس ومن الجن ومن كُل جنس، فإنّك تقول في نفسك: {إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)} صدق الله العظيم [يس]، فيا ربّ إنّنا نحبّك أكثر من جنّتك وأكثر من كُل شيء، فمهما كرمتنا ومهما رفعت مقامنا وحتى لو جعلتنا ملائكة. تصديقاً لقولك الحقّ: {وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:60]، فنحن مُتنازلون عن التكريم إلى ملائكتك لأنّه لا فائدة فليس في ذلك نعيمنا، فنحن عبيد سواء من البشر أو من الملائكة أو من الجنّ فلا يهمّنا أن تكرم جنسنا، فما الفائدة من التكريم وما الفائدة من الدنيا وما الفائدة من نعيم الآخرة مهما كان ومهما بلغ ومهما يكون؟ فكيف نكون فيه سُعداء وقد علمنا مدى حسرتك في نفسك على عبادك الذين ظلموا أنفسهم، فكيف نهنأ بالنّعيم والحور العين وقصور جنّات النّعيم، كيف.. كيف.. كيف يا إله العالمين وأنت غير راضٍ في نفسك؟ بل مُتحسر وحزين على عبادك الذين ظلموا أنفسهم.

    اللهم إنّنا عبادك من البشر قد اتّبعنا المهديّ المنتظَر وحرّمنا على أنفسنا جنّات النّعيم مهما بلغت ومهما تكون حتى تحقق لنا النّعيم الأعظم منها فتكون أنت راضياً في نفسك لا مُتحسراً ولا حزيناً، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

    ونحن على ذلك لمن الشاهدين ولكننا أتباع المهديّ المنتظَر نشكوا إليك ظُلمنا فلما خلقتنا يا إله العالمين ونحن نعلم بجوابك في كتاب الحقّ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    ثم نشكوا إليك ظُلمنا فقد حرمنا من نعيمنا الأعظم من كُل شيء وهو أن تكون راضياً في نفسك لا مُتحسراً ولا حزيناً ولا غضبان، ولكنه حال بيننا وبين تحقيق رضوان نفسك كافةُ عبادك الذين ظلموا أنفسهم، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].

    اللهم فاهدِ من في الأرض جميعاً مما يدأب أو يطير من كافة الأمم أحياءهم وأمواتهم وليس رحمة مني بهم كلا وربنا بل لأنّنا آمنّا أنّك حقاً أرحم بعبادك منّا، وإنما نسألك هداهم لكي يتحقق نعيمنا الذي فيه سرّ الحكمة من خلقنا، فنحن لا نعبد رضوانك كوسيلة لتدخلنا جنّتك بل آمنا بحقيقة اسمك الأعظم إنّه النّعيم وإنّه حقاً أعظم من نعيم جنّتك فنحن نعبد رضوان نفسك غاية وليس وسيلة سبحانك، بل نريدك أن تكون راضٍ في نفسك، ولكن عبادك الذين ظلموا أنفسهم حالوا بيننا وبين تحقيق النّعيم الأعظم من جنّتك، ونحن نعبد رضوان نفسك حتى تكون أنت راضٍ في نفسك لا مًتحسراً ولا حزيناً ولا غضباناً، فذلك منتهى هدفنا وغايتنا وكُل مرادنا وكُل غايتنا، اللهم إذا لم تُحقق لنا النّعيم الأعظم من جنّتك فلِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ اللهم إنّك حرّمت الظلم على نفسك ونشكوا إليك ظُلمنا ممن ظلموا أنفسهم وأذهبوا نعيمنا من ذات نفسك ونحن لنعيم رضوانك عابدين ولذلك خلقتنا، اللهم ارفع بأسك ومقتك وغضبك عن عبادك ونحن نعلم أن لا ينبغي لنا أن نستغفر للكافرين رحمةً بهم وهم لا يزالون كافرين، ولكنننا نشكو إليك ظلمنا، فإن دعونا عليهم فأهلكتهم فقد علمنا ما سوف يقول من هو أرحم بهم من عباده: {إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)} صدق الله العظيم [يس] .

    فلن نفرح بنصرك ربّي أن أهلكتهم فما دمت سوف تتحسر عليهم فإن المهديّ المنتظَر وأتباعه الربانيون العابدون لنعيم رضوان نفس ربّهم يتضرعون إليك أن لا تهلك أحداً من عبادك من الذين إن أهلكتهم تقول: {إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)} صدق الله العظيم [يس].

    فكلا يا إله العالمين، اللهم فانصرنا بآية هداية وليس آية عذاب، اللهم أنّك تحول بين عبادك وبين قلوبهم اللهم فاهدِ قلوبهم إلى ما اهتدينا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين فتجعلهم لنعيم رضوانك عابدين حتى يستمتع بنعيم رضوانك عبادُك أجمعون فيتحقق الهدف من خلقهم، فلمَ خلقتهم أمِنْ أجل أن تدخلهم جنّتك أم من أجل أن تُعذبهم بنارك؟ بل خلقت عبادك ليعبدوا نعيم رضوان نفسك فيستمتعون بحبّك ونعيم رضوان نفسك، اللهم فاجعل عبادك أمّةً واحدةً على صراط نعيم رضوانك وحبّك، فألف بين قلوبهم فيجتمعوا في حبّك ونعيم رضوان نفسك أمةً واحدة يعبدون رباً واحداً لا إله إلا هو ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم الله ربّ العالمين ..
    ــــــــــــــــــ
    انتهى ..

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا تدعوا على البشر مُسلمهم والكافر إن كنتم تعبدون النّعيم الأعظم فاغفروا للناس يغفر الله لكم واعفوا عنهم من أجل الله يعفِ الله عنهم من أجلكم فيهديهم فيتحقق نعيمكم الأعظم.

    ويا معشر المُسلمين والمسلمات يا إخواني وأخواتي، سألتكم بالله العظيم البرِّ الرحيم كيف تستطيعون أن تهنأوا بالنّعيم والحور العين وبالولدان المخلدين وقصور الجنان وحبيبكم الله ليس راضياً في نفسه بل مُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فقد علّمناكم ما يقول في نفسه برغم إنّه لم يظلم عباده شيئاً ولكنهم ظلموا أنفسهم وأعرضوا عن دعوة رسله ليغفر الله لهم -كما أنتم مُعرضون عن دعوة المهديّ المنتظَر- ثم يهلكهم الله بصيحةٍ واحدةٍ من عنده من السماء أو من الأرض فإذا هم خامدون، ثم انظروا ما يقول في نفسه وقال الله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].

    إذا يا أحبّاب الله يا من يحبون الله أكثر من جنّته وأكثر من ملكه وملكوته وأكثر من نعيم الدًنيا والآخرة، سألتكم بالله العظيم كيف تستطيعون أن تهنأوا بالنّعيم مهما بلغ ومها يكون في جنّات النّعيم وربّكم مًتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ وهل تدرون لماذا ربّ العالمين يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}؟ وذلك لأنّه حقاً أرحمُ الراحمين فلا يوجد من هو أرحم من الله بعباده وما ذهبت رحمة الله من نفسه حتى ولو لم يظلم عباده بل هم من ظلموا أنفسهم فكيف إنّه بعث عليهم رسله ليدعوهم إليه ليغفر لهم فأعرضوا عن غفران الله لهم ونعيم رضوانه! وما كان جوابهم جميعاً إلا أن قالوا: {وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِ‌يبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُ‌سُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ‌ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].

    فيعرضون عن دعوة الغفران ونعيم الرضوان فيتأسف الله عليهم ثم يهلكهم ثم يتحسر عليهم، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].

    ويا معشر الأنصار، إنّي أعلم حسرتكم على النّاس أو على أهلكم الذين لم يصدقوا بدعوة الحقّ من ربّهم، ولكن تذكروا حسرة من هو أرحم بعباده منكم الله أرحم الراحمين، فأنيبوا إليه ليهدي عباده ولا تحصروا الرحمة على أهلّ بيوتكم فإن فعلتم فقد فتنتكم رحمتكم أنتم؛ بل تذكروا من هو أرحم بعباده منكم وأنيبوا إليه ليهدي عباده جميعاً، وساعدوني في صلاح البشر ساعدكم الله، فلا تدعوا عليهم إن كنتم تريدون الله يكون راضياً في نفسه، فاعلموا إنّه لن يتحقق ذلك حتى يدخل الأمم في رحمته جميعاً، ألا والله إنّ المهديّ المنتظَر لا يعتبر أُمَّه وهي أمُّه إلا جُزءاً من هدفه من أمَمٍ بأسرها، واعلموا أنّ الله على كُل شيء قدير.

    وأما الذين يرون أنّ الأمر عادي بالنسبة لهم فأهم شيء لديهم هو أن يرضى الله عنهم ليدخلهم جنّته ويقيهم من ناره فلهم ذلك، ولكن سؤال المهديّ المنتظَر إليهم هو: فهل ترون أنّكم سوف تستمتعون بالنّعيم والقصور وربّكم المستوي على عرشه من فوقكم متحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فإذا كان جوابكم نعم، فأقول لكم: إذاً أنتم أصلاً تحبون أنفسكم، ولكن ربّي وعدني بقوم يحبهم ويحبونه.

    اللهم عجل لعبدك بهم برحمتك يا أرحم الراحمين فمنهم من انضموا إلى الوفد المُكرم ومنهم من لم يعلم بوجود المهديّ المنتظَر بعد، فكم قلبُ إمامهم في اشتياقٍ للقائهم من بعد التّصديق عند البيت العتيق. اللهم إنّ عبدك المهديّ المنتظَر يدعوك بحق لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن لا تُجِب دعوة المهديّ المنتظَر على عبادك بالهلاك لو ينفذ صبري، وأن لا تجِب دعوة الوالدين على أولادهم، وأن لا تجِب دعوة أي إنسان على أخيه الإنسان؛ بل أجِب دعوتهم لهم بالرحمة والهدى، ووعدك الحقّ وانت أرحم الراحمين. اللهم إن عبد النّعيم الأعظم قد أحبّك أكثر من أي شيء ومن كل شيء مهما كان ومهما يكون حتى أصبح كل نعيم هو أن تكون راضياً في نفسك، ولن يتحقق رضوان نفسك حتى تدخل عبادك جميعاً في رحمتك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خادم البشر؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

صفحة 6 من 7 الأولىالأولى ... 4567 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. [ فيديو ] فِرّوا من الله إليه يا معشر العجم والعرب فقد اقترب كوكب العذاب، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد ..
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-04-2017, 09:11 PM
  2. فِرّوا من الله إليه يا معشر العجم والعرب فقد اقترب كوكب العذاب، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-04-2017, 12:05 PM
  3. اللهم اني بلغت اللهم فاشهد !!
    بواسطة نسيم حميد المخلافي في المنتدى كوكب العذاب سقر X Planet
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-06-2015, 03:53 AM
  4. الإمام المهديّ يُعلن يوم النّفير للحجّ في عامكم هذا 1433 للهجرة، اللهم قد بلّغتُ اللهم فاشهدْ ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى تحذير النذير بالبيان الحق للذكر إلى كافة البشر أنهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكبرى
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 21-10-2012, 08:42 PM
  5. الإمام المهديّ يُعلن يوم النّفير للحجّ في عامكم هذا 1433 للهجرة، اللهم قد بلّغتُ اللهم فاشهدْ ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24-08-2012, 09:14 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •