الموضوع: إلى الأخ ناصر محمد اليماني: هل هذا هو القول الحق في نبي الله يونس عليه السلام؟

النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. افتراضي إلى الأخ ناصر محمد اليماني: هل هذا هو القول الحق في نبي الله يونس عليه السلام؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

    أقول وبالله التوفيق أنه قد صُدمت مما قرأت في إحدى بياناتك (المصدر: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?222) حيث كنت تبين ما حدث بين نبي الله يونس عليه السلام وبين ربه فأوردت التالي:

    (... وأما نبي الله يونس فذهب عنهم بعيدا كما امره الله سبحانه ولم يعود إلا بعد إنقضاء ثلاثة ايام لينظرما حل بقومه وجاء بعد غروب شمس اليوم الثالث وأقترب من قرى قومه ليلاً فإذاهم مُسرجين دورهم ولم يحدث لهم شئ كما ضن يونس فهو لا يعلم أن العذاب قد اتى وأن الذي أنقذ قومه من بعده الرجل المؤمن وهو أعلم من نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ولكن نبي الله يونس غضب من ربه لم لم يرسل عذابه على قومه المُكذبون بدعوته ولم يجرئ أن يظهر على أحدا منهم فذهب مُغاضباً من ربهم لدرجة انه ضن ان لن يقدر الله عليه كما لم يقدر على تعذيب قومه وقال الله تعالى)

    ((وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)صدق الله العظيم

    وذلك يونس ورمز الله له بإسمه من أحد حروف إسمه الأول النون ويقصد الله بقوله (وَذَا النُّونِ ) أي يونس ولاكنه لم ينطق بالحرف بل رمز له بلفظه (نون ) واما قوله (وَذَا النُّونِ ) أي ذي الحرف نون في إسمه (يونس ) وذلك لكي يكون سلطان لصاحب علم الكتاب في بيان الاحرف بأوائل السور لكي تعلمون انها رموز لأسماء خلفاء الله في الكتاب ولا نخرج عن الموضوع قال الله تعالى)

    (( ((وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)صدق الله العظيم

    ويقصد يونس الذي ذهب مُغاضباً من ربه لماذا لم يصب على قومه عذابه فكيف يواجههم وقد اخبرهم ان العذاب سوف يصيبهم بعدثلاثة ايام ولذلك ذهب مُغاضب من ربه حتى إذا وصل ساحل البحر فركب في الفلك المشحون بالركاب حتى إذا وصلوا وسط البحر علموا أنهم سوف يغرقوا فلا بد من تخفيف حمولة الرُكاب وبدل أن يغرقوا جميعاً قرروا ان يسهموا ومن طار إسمه فسوف يقذفوه في البحر لكي تخف حمولة المركب فاختار الله سهم نبيه يونس ليذوق جزاءه وقال الله تعالى)

    (((( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ*فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ *فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ*فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ *لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ))صدق الله العظيم ...
    )

    والذي صدمني هو التالي (وسأتدرج فيه بإذن الله مما هو أقل خطورة إلى أن أصل إلى ما هو فائق الخطورة):

    1. تقول بأن يونس عليه السلام (... ولم يعود إلا بعد إنقضاء ثلاثة ايام ...) فما دليلك على أنها كانت (ثلاثة أيام)؟

    2. تقول (... وأن الذي أنقذ قومه من بعده الرجل المؤمن وهو أعلم من نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام ...) فما دليلك على (أن الذي أنقذ قومه من بعده الرجل المؤمن) وانه (أعلم من نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام)؟

    3. تقول عن نبي الله يونس عليه السلام (... ولكن نبي الله يونس غضب من ربه لم لم يرسل عذابه على قومه ...)!!! وهل يعقل أن نبيا من أنبياء الله إصطفاه الله ليرسله إلى قومه (يغضب من ربه)؟ وأعذرني في قولي بأن أحدا من المسلمين لا يقبل بأن يقول على نبي من أنبياء الله مثل هذا القول فكيف بمن "آتاه الله البيان الحق للكتاب"!!! إن هذا القول فيه سوء أدب مع أنبياء الله، وهذا القول يضاهؤ قول اليهود والنصارى في أنبياء الله مما أمتلأت به كتبهم المحرفة!!! وأعلم أن بيان الآية (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ليس كما أوردت، وبيانها سهل متناول لدى أغلب الناس بإذن الله.

    4. تقول عن نبي الله يونس عليه السلام (... فذهب مُغاضباً من ربهم لدرجة انه ضن ان لن يقدر الله عليه كما لم يقدر على تعذيب قومه ...)!!! أنا أكاد لا أصدق ما أقرأ !!! نبي من أنبياء الله إصطفاه الله ليرسله إلى قومه "يظن أن لن يقدر الله عليه كما لم يقدر على تعذيب قومه" !!! ما هذا القول يا أخ ناصر!
    ولعلك تقول لي مثلنا في ذلك مثل نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما سأل الله أن يريه كيف يحيي الموتى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {260} - سورة البقرة) فأقول أن ذلك مختلف تماما من وجهين:
    (الوجه الأول) إن إبراهيم عليه السلام مؤمن بقدرة الله على الإحياء بدليل أنه إستخدم مسألة قدرة الله على الإحياء كأول حجة أمام الذي حاجه في ربه (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ ءاتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {258} - سورة البقرة)
    (الوجه الثاني) إن إبراهيم عليه السلام أحب فقط رؤية "كيفية" إحياء الموتى بدليل أنه لما سأله الله سبحانه وتعالى (أولم تؤمن) أجاب إبراهيم عليه السلام (بلى) وهو صادق في مقولته أمام الله الذي يعلم السر وأخفى.

    فأعود وأكرر بأن أحدا من المسلمين لا يقبل بأن يقول على نبي من أنبياء الله مثل هذا القول فكيف بمن "آتاه الله البيان الحق للكتاب"!!! إن هذا القول في منتهى الخطورة!!! وأعلم أن بيان الآية (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ليس كما أوردت، وبيانها سهل متناول لدى أغلب الناس بإذن الله.

    فأعود وأقول هل هذا هو القول الحق في نبي الله يونس عليه السلام ممن "آتاه الله البيان الحق للكتاب"؟

    حسبنا الله ونعم الوكيل. أسأل الله الحي القيوم بصدق الهداية لي ولك وللمسلمين أجمعين.

    (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ {8} - سورة آل عمران)

    رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

  2. افتراضي

    صدق الله العظيم : أعوذبالله من الشيطان الرجيم ( إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
    سبحانك ربي رب العزه عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين

  3. smiling face

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي طالب الحق لا أعلم هل تنتمي إلى من يسمون أنفسهم بفريق السنة أم من الذين يسمون أنفسهم بفريق الشيعة لكن في الغالب أظنك من السنة لذلك سأعطيك تفسيرا من كتب السنة وهو كتاب القرطبي كي تعلم أن الإمام ناصر محمد اليماني ليس الوحيد الذي يقول بأن النبي يونس غضب من ربه وهذا مقتطف من تفسير القرطبي


    فيه ثمان مسائل : الأولى : قوله تعالى : وإن يونس لمن المرسلين يونس هو ذو النون ، وهو ابن متى ، وهو ابن العجوز التي نزل عليها إلياس ، فاستخفى عندها من قومه ستة أشهر ويونس صبي يرضع ، وكانت أم يونس تخدمه بنفسها وتؤانسه ، ولا تدخر عنه كرامة تقدر عليها . ثم إن إلياس سئم ضيق البيوت فلحق بالجبال ، ومات ابن المرأة يونس ، فخرجت في أثر إلياس تطوف وراءه في الجبال حتى وجدته ، فسألته أن يدعو الله لها لعله يحيي لها ولدها ، فجاء إلياس إلى الصبي بعد أربعة عشر يوما من موته ، فتوضأ وصلى ودعا الله فأحيا الله يونس بن متى بدعوة إلياس عليه السلام . وأرسل الله يونس إلى أهل نينوى من أرض الموصل وكانوا يعبدون الأصنام ثم تابوا ، حسبما تقدم بيانه في سورة [ يونس ] ومضى في [ الأنبياء ] قصة يونس في خروجه مغاضبا . واختلف في رسالته هل كانت قبل التقام الحوت إياه أو بعده . قال الطبري عن شهر بن حوشب : إن جبريل - عليه السلام - أتى يونس فقال : انطلق إلى أهل نينوى فأنذرهم أن العذاب قد حضرهم . قال : ألتمس دابة . قال : الأمر أعجل من ذلك . قال : ألتمس حذاء . قال : الأمر أعجل من ذلك . قال : فغضب فانطلق إلى السفينة فركب ، فلما ركب السفينة احتبست السفينة لا تتقدم ولا تتأخر . قال : فتساهموا ، قال : فسهم ، فجاء الحوت يبصبص بذنبه ، فنودي الحوت : أيا حوت! إنا لم نجعل لك يونس رزقا ، إنما جعلناك له حرزا ومسجدا . قال : فالتقمه الحوت من ذلك المكان حتى مر به إلى الأبلة ، ثم انطلق به حتى مر به على دجلة ، ثم انطلق [ ص: 110 ] حتى ألقاه في نينوى . حدثنا الحارث قال حدثنا الحسن قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا شهر بن حوشب عن ابن عباس قال : إنما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت ، واستدل هؤلاء بأن الرسول لا يخرج مغاضبا لربه ، فكان ما جرى منه قبل النبوة . وقال آخرون : كان ذلك منه بعد دعائه من أرسل إليهم إلى ما أمره الله بدعائهم إليه ، وتبليغه إياهم رسالة ربه ، ولكنه وعدهم نزول ما كان حذرهم من بأس الله في وقت وقته لهم ، ففارقهم إذ لم يتوبوا ولم يراجعوا طاعة الله ، فلما أظل القوم العذاب وغشيهم - كما قال الله تعالى في تنزيله - تابوا إلى الله ، فرفع الله العذاب عنهم ، وبلغ يونس سلامتهم وارتفاع العذاب الذي كان وعدهموه فغضب من ذلك وقال : وعدتهم وعدا فكذب وعدي . فذهب مغاضبا ربه وكره الرجوع إليهم ، وقد جربوا عليه الكذب ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس . وقد مضى هذا في [ الأنبياء ] وهو الصحيح على ما يأتي عند قوله تعالى : وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ولم ينصرف يونس ; لأنه اسم أعجمي ، ولو كان عربيا لانصرف وإن كانت في أوله الياء ; لأنه ليس في الأفعال " يفعل " كما أنك إذا سميت بيعفر صرفته ، وإن سميت بيعفر لم تصرفه .

    أما بخصوص تعجبك يا طالب الحق كون الرجل المؤمن أعلم من نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام فماذا تقول عن رحلة النبي موسى للتعلم على يد رجل مؤمن ؟

  4. افتراضي الردّ على الأخ (طالب الحق) بفتوى الله عن نبيّه يونس عليه السلام..



    الإمام ناصر محمد اليماني
    03 - 06 - 1432 هـ
    07 - 05 - 2011 مـ
    05:11 صباحاً

    ـــــــــــــــــ



    الردّ على الأخ (طالب الحق) بفتوى الله عن نبيّه يونس عليه السلام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجميع المسلمين، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته معشر الباحثين عن الحق..

    ويا طالب الحقّ، إن كنت تريد الحقّ فأقول لك كما قال نبيّ الله موسى وجميع المرسلين من ربهم صلّى الله عليهم وسلّم تسليماً:
    {
    حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف:105]، ويا رجل ليس ناصر محمد من أفتى بغضب نبيّ الله يونس من ربّه؛ بل الله من أفتى بذلك في قول الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فانظر لفتوى الله تعالى:
    {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} بمعنى أنّه ظنّ أنّ الله لن يجازيه عن التولّي عن استمرار الدعوة لكونه يرى أنّ الله لن يعذب قومه برغم كفرهم فقال: "وأنا لن يفعل الله بي شيئاً". وليس ذلك من باب التحدي منه وإنما بالمقارنة بينه وبين قومه الذين لم يعذبهم الله فهو لا يعلم إنما صرف الله عنهم العذاب بسبب دعاء العبد الصالح الذي علَّم قوم يونس أن لا يستيئِسوا من رحمة الله فجأروا إلى الله معه بالدعاء فاستجاب لهم إنه هو السميع العليم.

    ويا رجل، أفلا تتفكر في الحكم الذي كان قد حكم الله به على نبيّه يونس عليه الصلاة والسلام في الكتاب في علم الغيب! أفلا ترى أنه كان حكماً عظيماً كون الله حكم على نبيّه يونس بسبب غضبه من ربّه بغير الحقّ وترك الدعوة والتولّي عن المهمة المكلف بها من ربّه فمن ثمّ حكم الله عليه في علم الغيب بالسجن المؤبد، ليس طيلة حياته بل طيلة الحياة الدنيا، وكذلك يطيل الله عمره بعمر الحياة الدنيا فتستمر حياته وحياة السجن الذي سجنه الله فيه (الحوت) بسبب غضبه من ربّه بغير الحقّ والتولّي عن الاستمرار في مهمة النبوّة بسبب أنّ الله لم يعذب قومه، وقال الله تعالى:
    {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ولكن بالدعاء تستطيعون أن تغيِّروا حكم القدر المقدور في الكتاب المسطور، كما غيَّر الحكم على يونس عليه الصلاة والسلام بسبب دعائه وتضرعه إلى ربّه مُسبِّحاً ومنيباً إليه ولولا أنّ الله غيّر الحكم عليه بسبب تضرعه إلى ربّه لكان قضى حكم السجن المؤبد طيلة الحياة الدنيا إلى يوم البعث. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولكني أراك حبيبي في الله تُبرِّئ نبيّ الله يونس وتصف الله بالظالم! ولربّما يودّ أن يقاطعني (طالب الحق) ويقول: "اتقِ الله يا ناصر محمد اليماني فلم أصف الله سبحانه بالظلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49]".

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً فالسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق هو: فهل ظلم الله نبيّه يونس عليه الصلاة والسلام؟ وبما أنك أتيت لنا بالجواب الحقّ من محكم الكتاب بقول الله تعالى:
    {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}صدق الله العظيم، فمن ثمّ أقيم عليك الحجّة بالحقّ وأقول: إذاً فلماذا حكم الله على نبيّه يونس عليه الصلاة والسلام بالسجن المؤبد طيلة الحياة الدنيا إلى يوم البعث وهو في بطن الحوت؟ كون الله سوف يعمَّره ويعمِّر الحوت إلى يوم البعث حتى يقضي الله حكمه بالحقّ على نبيّ الله يونس بالسجن المؤبد طيلة الحياة الدنيا. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤} صدق الله العظيم، ولكن الدعاء يغيّر الحكم في الكتاب فيبرئ الله ما يريد ويثبت. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴿٣٩} صدق الله العظيم [الرعد].

    وقال الله تعالى:
    {
    مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [الحديد].

    ونعم
    {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} كون الله على كلّ شيء قدير، وبما أنّ الله أمركم بالدعاء فوعدكم بالإجابة دونما قيد أو شرط غير شرط الإخلاص في الدعاء لله وحده وجبت الإجابة من الربّ حتى ولو كان دعاء كافرٍ أو مشركٍ أجابه الله إذا جاء في لحظة دعائه وقلبه خالٍ من الشرك ونسي ما كان يشرك به الله. تصديقاً لقول الله تعالى:{
    قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿٤١وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴿٤٢فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٤٣} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولكن للأسف فحين تأتي الإجابة بسبب دعائهم الخالص لربهم ومن ثم يوسوس لهم الشيطان أنَّ نجاتهم ليست بسبب دعاء الله؛ بل أسباب طبيعيّة كما أنها هدأت الرياح بالصدفة حسب ظنّهم فهدأت الأمواج! فيردونها لأسبابٍ طبيعيّة وليس إجابة دعائهم من ربّهم لهم! ومن ثم يعودون إلى بغيهم، وقال الله تعالى:
    {
    هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿٢٢فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [يونس].

    وكذلك كفار اليوم يذيقهم الله بالعذاب الأدنى ومن ثم يكشف الله عنهم ما أصابهم ومن ثم يُرجعون ذلك إلى أسبابٍ طبيعيّةٍ ذلك لأنهم قوم لا يعقلون.

    ويا أحبتي في الله استغفروا الله ولا تستيئسوا من روح الله ولن يعذبكم أبداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَمَا كَانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33]، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..

    وأما برهان المؤمن الزائد على قوم يونس وليس من قومه بل هو رجلٌ مغتربٌ يسكن لديهم، فأولاً نجد تعداد قوم يونس في الكتاب هم مائة ألف بالضبط تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ} صدق الله العظيم [الصافات:147].

    ومن ثم نأتي لقول الله تعالى:
    {
    أَوْ يَزِيدُونَ} صدق الله العظيم [الصافات:147]، فلا يوجد في الكتاب قول لله سبحانه بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً حتى يقصد بقوله {أَوْ يَزِيدُونَ} فلا يقصد أنّ قوم يونس قد يكونوا مائة ألف أو يزيدون على ذلك كلا وربي الله؛ بل يقصد رجل زائد في القوم وليس من قوم يونس الأصليين بل ذلك الزائد رجلٌ غريبٌ، ولكن كذلك رسالة الله ليونس تشمله ما دام في قومه ويسكن لديهم؛ بل ذلك الرجل الزائد على مائة ألف هو من كان السبب في نجاة قوم نبيّ الله يونس من العذاب صلّى الله عليه وعليهم جميعاً، وأُصلّي وأُسلِّم على جميع المسلمين وأنبياء الله وآلهم إلى يوم الدين.


    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=3349



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  5. افتراضي الحمد لله تعالى رب العالمين

    بسم الله تعالى والصلاة والسلام على جميع ألأنبياء والمرسلين والخلفاء الراشدين وأنصارهم في كل وقت وحين
    ثم أما بعد فإني أدعو الله تعالى وهو القريب المجيب أن يحفظ أمامنا العزيز الغالي من كل سوء وبحفظني معه حتى أستشرب منه العلوم التي من الله تعالى بها عليه وأن تكون ساعة ألأجل كساعة أجل الكوثر بعد الذي وصف بالأبتر عليه الصلاة والسلام .
    وسلام على المرسلين والحمد لله تعالى رب العالمين

  6. افتراضي

    اللهم آمين وجميع المسلمين
    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾
    [الإسراء:٥٧] صدق الله العظيم
    ۞ خلاصة دعوة الإمام المهدي ناصر محمد ۞
    * الرحمن خلق الإنسان علمه البيان * {إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}..* الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً * سؤال وجواب لأولي الألباب * وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * عاجل إلى أحباب الله.. * ن والقلم وما يسطرون * نسف فتنة المسيح الدجال * كوكب النار سقر
    ۞الكتب الإلكترونية لموسوعة بيانات الإمام ناصر محمد۞ * يا حسرة على العباد.. * ردّ المهدي المنتظر إلى الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ * اضغط للبحث عن بيان للقرآن لآية تريد تأويلها الحق
    ۞ ولم يفرض الله على عبيده أن لا يرضوا حتى يكون راضياً في نفسه لهُ الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ۞
    ! هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ !
    ** إنّ الحبّ ينقسم إلى قسمين.. **
    *** هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً ***
    ۞۞۞ الحقوق لجميع المسلمين في أقطار الأرض ۞۞۞

  7. افتراضي

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) صدق الله العظيم
    صدق الامام وكذب طالب الحق

  8. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلي اللهم علي المبعوث رحمة للعالمين
    سبحان الله بيان الامام واضح للعيان كنور الشمس في كبد السماء ولكن الله يهدى لنوره من يشاء
    وسلام علي المرسلين
    والحمد لله رب العالمين

  9. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
    أحب أولا الإعتذار عن عدم مقدرتي على متابعة الموضوع لإنشغال متعلق بالعمل.
    وأحب أيضا أن أشكرك أخ ناصر على ردك، وأود منك إستيضاح بعض الأمور والتعليق على أمور أخرى وهي كالتالي:
    1. ما زلت أود معرفة الدليل على أن يونس عليه السلام (... لم يعود إلا بعد إنقضاء ثلاثة ايام ...)؟ من أين إستنبطت على أنها كانت (ثلاثة أيام)؟
    2. ما دليلك على أن (يزيدون) تعني رجلا واحدا ولماذا لا تكون أكثر؟ ومن أين إستنبطت قولك (أن الذي أنقذ قومه من بعده الرجل المؤمن) فالآية (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ ءامَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ ءامَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ {98} - سورة يونس) ليس فيها ما يوحي (أن الذي أنقذ قومه من بعده الرجل المؤمن)؟
    3. وأما توضيحك للآية الكريمة (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فليس بصائب. فالمعنى الذي يليق بمن إصطفاه الله من خلقه ليكون نبيا إلى قومه ويدلهم على ربهم أن يونس عليه السلام ذهب مغاضبا من أجل ربه، وهذا مما هو معروف في اللغة عند العرب، كأن تقول غضبت لك أي من أجلك. وغير هذا المعنى لا يصح في الآية، وكيف يحمل معنى الآية على أن نبي الله يونس عليه السلام غضب من ربه وهو يدعو قومه إلى الله، وهو أعلمهم بالله؟ هل يستوي حمل معنى الآية على (غضب نبي الله يونس عليه السلام من ربه) مع خشية نبي الله من الله جل وعلا بنص قول الله سبحانه وتعالى (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا {39} - سورة الأحزاب)؟
    أما إعتراف نبي الله يونس عليه السلام بأنه كان من الظالمين في قوله في الآية (إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فذلك أن يونس عليه السلام خرج قبل أن يأذن له ربه لقول الله (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ {139} إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ {140} - سورة الصافات)، ودل على أن نبي الله يونس عليه السلام عجل بالذهاب ومغاضبة قومه، ولم يصبر الصبر اللازم قول الله سبحانه وتعالى مخاطبا نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ {48} - سورة القلم).
    4. أشكر لك توضيحك بأن معنى "نقدر" في ( فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه) هو "التقدير" (أي من القَدر) وليس "المقدرة" (أي الإستطاعة) كما كان يفهم من تفسيرك في بيانك الأصلي (وكما فهمه بعض أنصارك، ودليل قولي هذا موجود لدي). فالشكر لك مرة أخرى حتى يستوضح الجميع المعنى الصحيح للآية والذى كُنت قد أشرتُ إليه في بداية هذا الموضوع.

    أما المسألة التى أوردتها وهي (... ويا رجل أفلا تتفكر في الحكم الذي كان قد حكم الله به على نبيه يونس عليه الصلاة والسلام في الكتاب في علم الغيب! أفلا ترى أنه كان حكم عظيم كون الله حكم على نبيه يونس بسبب غضبه من ربه بغير الحق وترك الدعوة والتولي عن المهمة المكلف بها من ربه ...) فأقول ألا ترى يا أخ ناصر أن حكم الله عظيم (وهو عظيم دائما وأبدا) إذا تبين لنبي الله يونس عليه السلام أنه قد تعجل بالذهاب ومغاضبة قومه، ولم يصبر الصبر اللازم، ثم أصر على عدم الأوبة إلى الله؟ أي أن حكم الله عظيم وعادل إن تبين لنبي الله يونس عليه السلام ذلك ولم يؤب إلى الله، ويقابله ما حدث لإبليس من عدم الأوبة وإستحقاقه للعذاب.
    حسبنا الله ونعم الوكيل. أسأل الله الحي القيوم بصدق الهداية لي ولك وللمسلمين أجمعين.
    (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ {8} - سورة آل عمران)
    رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.



    اقتباس المشاركة 14886 من موضوع ردّ الإمام المهديّ على طالب الحقّ حول موعد مرور كوكب سقر ..


    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    03 - 06 - 1432 هـ
    07 - 05 - 2011 مـ
    05:11 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=14885
    ـــــــــــــــــ



    الردّ على الأخ (طالب الحق) بفتوى الله عن نبيّه يونس عليه السلام / 1 ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجميع المسلمين، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته معشر الباحثين عن الحق..

    ويا طالب الحقّ، إن كنت تريد الحقّ فأقول لك كما قال نبيّ الله موسى وجميع المرسلين من ربهم صلّى الله عليهم وسلّم تسليماً:
    {
    حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف:105]، ويا رجل ليس ناصر محمد من أفتى بغضب نبيّ الله يونس من ربّه؛ بل الله من أفتى بذلك في قول الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فانظر لفتوى الله تعالى:
    {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} بمعنى أنّه ظنّ أنّ الله لن يجازيه عن التولّي عن استمرار الدعوة لكونه يرى أنّ الله لن يعذب قومه برغم كفرهم فقال: "وأنا لن يفعل الله بي شيئاً". وليس ذلك من باب التحدي منه وإنما بالمقارنة بينه وبين قومه الذين لم يعذبهم الله فهو لا يعلم إنما صرف الله عنهم العذاب بسبب دعاء العبد الصالح الذي علَّم قوم يونس أن لا يستيئِسوا من رحمة الله فجأروا إلى الله معه بالدعاء فاستجاب لهم إنه هو السميع العليم.

    ويا رجل، أفلا تتفكر في الحكم الذي كان قد حكم الله به على نبيّه يونس عليه الصلاة والسلام في الكتاب في علم الغيب! أفلا ترى أنه كان حكماً عظيماً كون الله حكم على نبيّه يونس بسبب غضبه من ربّه بغير الحقّ وترك الدعوة والتولّي عن المهمة المكلف بها من ربّه فمن ثمّ حكم الله عليه في علم الغيب بالسجن المؤبد، ليس طيلة حياته بل طيلة الحياة الدنيا، وكذلك يطيل الله عمره بعمر الحياة الدنيا فتستمر حياته وحياة السجن الذي سجنه الله فيه (الحوت) بسبب غضبه من ربّه بغير الحقّ والتولّي عن الاستمرار في مهمة النبوّة بسبب أنّ الله لم يعذب قومه، وقال الله تعالى:
    {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ولكن بالدعاء تستطيعون أن تغيِّروا حكم القدر المقدور في الكتاب المسطور، كما غيَّر الحكم على يونس عليه الصلاة والسلام بسبب دعائه وتضرعه إلى ربّه مُسبِّحاً ومنيباً إليه ولولا أنّ الله غيّر الحكم عليه بسبب تضرعه إلى ربّه لكان قضى حكم السجن المؤبد طيلة الحياة الدنيا إلى يوم البعث. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولكني أراك حبيبي في الله تُبرِّئ نبيّ الله يونس وتصف الله بالظالم! ولربّما يودّ أن يقاطعني (طالب الحق) ويقول: "اتقِ الله يا ناصر محمد اليماني فلم أصف الله سبحانه بالظلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49]".

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً فالسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق هو: فهل ظلم الله نبيّه يونس عليه الصلاة والسلام؟ وبما أنك أتيت لنا بالجواب الحقّ من محكم الكتاب بقول الله تعالى:
    {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}صدق الله العظيم، فمن ثمّ أقيم عليك الحجّة بالحقّ وأقول: إذاً فلماذا حكم الله على نبيّه يونس عليه الصلاة والسلام بالسجن المؤبد طيلة الحياة الدنيا إلى يوم البعث وهو في بطن الحوت؟ كون الله سوف يعمَّره ويعمِّر الحوت إلى يوم البعث حتى يقضي الله حكمه بالحقّ على نبيّ الله يونس بالسجن المؤبد طيلة الحياة الدنيا. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤} صدق الله العظيم، ولكن الدعاء يغيّر الحكم في الكتاب فيبرئ الله ما يريد ويثبت. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴿٣٩} صدق الله العظيم [الرعد].

    وقال الله تعالى:
    {
    مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [الحديد].

    ونعم
    {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} كون الله على كلّ شيء قدير، وبما أنّ الله أمركم بالدعاء فوعدكم بالإجابة دونما قيد أو شرط غير شرط الإخلاص في الدعاء لله وحده وجبت الإجابة من الربّ حتى ولو كان دعاء كافرٍ أو مشركٍ أجابه الله إذا جاء في لحظة دعائه وقلبه خالٍ من الشرك ونسي ما كان يشرك به الله. تصديقاً لقول الله تعالى:{
    قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿٤١وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ﴿٤٢فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٤٣} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولكن للأسف فحين تأتي الإجابة بسبب دعائهم الخالص لربهم ومن ثم يوسوس لهم الشيطان أنَّ نجاتهم ليست بسبب دعاء الله؛ بل أسباب طبيعيّة كما أنها هدأت الرياح بالصدفة حسب ظنّهم فهدأت الأمواج! فيردونها لأسبابٍ طبيعيّة وليس إجابة دعائهم من ربّهم لهم! ومن ثم يعودون إلى بغيهم، وقال الله تعالى:
    {
    هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿٢٢فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [يونس].

    وكذلك كفار اليوم يذيقهم الله بالعذاب الأدنى ومن ثم يكشف الله عنهم ما أصابهم ومن ثم يُرجعون ذلك إلى أسبابٍ طبيعيّةٍ ذلك لأنهم قوم لا يعقلون.

    ويا أحبتي في الله استغفروا الله ولا تستيئسوا من روح الله ولن يعذبكم أبداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَمَا كَانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33]، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..

    وأما برهان المؤمن الزائد على قوم يونس وليس من قومه بل هو رجلٌ مغتربٌ يسكن لديهم، فأولاً نجد تعداد قوم يونس في الكتاب هم مائة ألف بالضبط تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ} صدق الله العظيم [الصافات:147].

    ومن ثم نأتي لقول الله تعالى:
    {
    أَوْ يَزِيدُونَ} صدق الله العظيم [الصافات:147]، فلا يوجد في الكتاب قول لله سبحانه بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً حتى يقصد بقوله {أَوْ يَزِيدُونَ} فلا يقصد أنّ قوم يونس قد يكونوا مائة ألف أو يزيدون على ذلك كلا وربي الله؛ بل يقصد رجل زائد في القوم وليس من قوم يونس الأصليين بل ذلك الزائد رجلٌ غريبٌ، ولكن كذلك رسالة الله ليونس تشمله ما دام في قومه ويسكن لديهم؛ بل ذلك الرجل الزائد على مائة ألف هو من كان السبب في نجاة قوم نبيّ الله يونس من العذاب صلّى الله عليه وعليهم جميعاً، وأُصلّي وأُسلِّم على جميع المسلمين وأنبياء الله وآلهم إلى يوم الدين.


    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  10. افتراضي



    الإمام ناصر محمد اليماني
    03 - 06 - 1432 هـ
    07 - 05 - 2011 مـ
    02:11 صباحاً
    ___________



    الردّ على الأخ (طالب الحق) بفتوى الله عن نبيّه يونس عليه السلام / 2 ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
    ويا طالب الحقّ، إن كنت تريد الحقّ فإني الإمام المهدي
    {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الحقّ} وليس بقول الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً كمثل قولك لربما لم يرجع بعد ثلاثة أيام أو ربما يكونوا أكثر من واحد الزائد عن مائة ألف! ونقتبس من بيانك ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    1.ما زلت أود معرفة الدليل على أن يونس عليه السلام (... لم يعُد إلا بعد إنقضاء ثلاثة أيام..)؟ من أين استنبطت على أنها كانت (ثلاثة أيام)؟
    انتهى الاقتباس
    اقتباس المشاركة :
    انتهى الاقتباس
    اقتباس المشاركة :
    2. ما دليلك على أن (يزيدون) تعني رجلاً واحداً ولماذا لا تكون أكثر؟ ومن أين استنبطت قولك (أن الذي أنقذ قومه من بعده الرجل المؤمن) فالآية (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ ءامَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ ءامَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ {98} - سورة يونس) ليس فيها ما يوحي (أن الذي أنقذ قومه من بعده الرجل المؤمن)؟
    انتهى الاقتباس
    اقتباس المشاركة :
    3. وأما توضيحك للآية الكريمة (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فليس بصائب. فالمعنى الذي يليق بمن إصطفاه الله من خلقه ليكون نبيا إلى قومه ويدلهم على ربهم أن يونس عليه السلام ذهب مغاضبا من أجل ربّه، وهذا مما هو معروف في اللغة عند العرب، كأن تقول غضبت لك أي من أجلك. وغير هذا المعنى لا يصح في الآية..
    انتهى الاقتباس
    انتهى.

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهدي وأقول: وتالله إني أراك من الذين يبالغون في أنبياء الله ويزعمون أنهم معصومون من الخطأ وإنك لمن الخاطئين في هذه العقيدة،
    ولا أجد في الكتاب أنَّ المعصوم من الخطأ إلا الله وحده سبحانه عما يشركون وتعالى علوا كبيراً؛ بل عجباً قولك أخي الكريم بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    إن يونس عليه السلام ذهب مغاضبا من أجل ربّه، وهذا مما هو معروف في اللغة عند العرب، كأن تقول غضبت لك أي من أجلك. وغير هذا المعنى لا يصح في الآية.
    انتهى الاقتباس
    انتهى

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: ولكنّ بيانك هذا يرفضه العقل والمنطق، فكيف يغضب يونس عليه الصلاة والسلام من أجل ربّه، ومن ثم يحكم الله عليه بالسجن المؤبد في بطن الحوت طيلة الحياة الدنيا بسبب أنّه غضب من أجل ربّه فيكون هذا جزاؤه من الله؟ سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً أن يظلم نبيّ الله يونس؛ بل الآية محكمة بيَّنه للعالِم والجاهل شئت أم أبيت:
    {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فلو كان مغاضباً من قومه من أجل الله فكيف يحكم الله عليه بالسجن المؤبد؟ لولا تداركه الله برحمته بسبب تضرعه ودعائه، وقال الله تعالى:
    {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولكنكم تهربون من الحقيقة حتى تبقى عقيدتُكم متناهية في عصمة الأنبياء من الخطيئة! ولكني الإمام المهدي أشهد لله أنّ أنبياء الله ورسله ليسوا معصومين من ظلم الخطيئة، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١١} صدق الله العظيم [النمل].

    كمثل نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام قتل نفساً بغير الحقّ ثم قال:
    {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦} صدق الله العظيم [القصص]. ولكن بسبب مبالغتكم في أنبياء الله ورسله وأئمة آل البيت حتى أشركتم بالله لن تبصروا البيان الحق.

    ويا سبحان الله العظيم! فهل ترى الحكم في الكتاب من الله على نبيّ الله يونس كان هيناً أن يلبث في بطن الحوت حياً طيلة الحياة الدنيا، فهل ذلك الحكم كان بسبب أنه غضب من أجل ربه؟ إنَّ هذا لشيءٌ عُجاب! إذاً لن يغضب المؤمنون من أجل ربهم حتى لا يحكم الله عليهم كما حكم على نبيّ الله يونس، ما لكم كيف تحكمون؟ فهل ترون الحقّ باطلاً والباطلَ حقاً؟ وأعلم إنما ذلك حرصاً منك على برهان عصمة نبيّ الله يونس من الخطيئة، ولكنك تعدّيت في حدود الله ووصفت الله بالظالم كونك لو كنت من الصادقين في بيانك عن غضب نبيّ الله يونس أنّه غضب من أجل ربه؛ إذاً فقد أصبح الله ظالماً في حكمه على نبيّ الله يونس بالسجن المؤبد في بطن الحوت طيلة الحياة الدنيا، فكيف يحكم الله عليه بذلك وهو قد غضب من أجله؟ وهيهات هيهات. وقال الله تعالى:
    {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

    وما دامت عليك كبيرة أن يغضب نبيّ من ربّه بغير الحقّ وترى أنه لا ينبغي أن يحدث ذلك من نبيّ أن يغضب من ربّه بغير الحقّ وترى ذلك وزراً كبيراً لو حدث من نبيّ، ومن ثم نقول ولكنه حدث يا (طالب الحقّ)، ولذلك كان الحكم عليه من الله عظيم لولا تضرعه إلى ربّه بالدعاء والتسبيح. تصديقاً لقول الله:
    {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤} صدق الله العظيم [الصافات].

    وأما بالنسبة لوعد الثلاثة أيام فذلك من مواعيد العذاب المحكمة في الكتاب، فإذا أخبر به الله أنبياءه بموعده المعلوم فإنه لا يتجاوز عن (72) ساعة ونستنبطه من ميعاد قوم ثمود فقال لهم نبيّ الله صالح: {فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} صدق الله العظيم [هود:65].

    وأما بالنسبة للزائد على المائة ألف فمن الذي أفتى قوم يونس أن لا يستيئِسوا من رحمة الله فوعظهم أن يؤمنوا بربهم ويتضرعوا إليه بالدعاء وعلَّمهم أنّ الله على كلّ شيءٍ قدير غير الزائد على المائة الألف كونه من المؤمنين؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧} صدق الله العظيم [الصافات]، ولا يهم كانت الزيادة واحداً أو أكثر من واحدٍ كما تزعم بل المهم إن الزيادة على المائة ألف كان وراءه سر إنقاذ قوم نبيّ الله يونس كونه من المؤمنين فهو من علَّمهم أن لا يستيئِسوا من رحمة الله وقام فيهم خطيباً فوعظهم وقال لهم قولاً بليغاً.

    ويا رجل لو كانوا مجموعةً قد صدّقوا واتبعوا نبيّ الله يونس إذاً لخرجوا مع نبيّ الله يونس كونه سوف يخبرهم أنَّ عذاب الله نازلٌ على قومه من بعد ثلاثة أيام، ولكنه رجلٌ واحدٌ يكتم إيمانه حتى عن نبيّ الله يونس، ولذلك لم يخبره نبيّ الله يونس كون الرجل اعتزل القوم ولزم بيته يعبد الله سراً ولم يكن يلازم نبيّ الله يونس حتى لا يكشف القوم إيمانه فيعذّبوه ليفتنوه حتى يعود في ملتهم وهو رجلٌ غريبٌ ليس له من يحميه؛ بل لا يعلم به حتى جبريل عليه الصلاة والسلام الذي تَنَزَّل بميعاد العذاب لينطق به لنبي الله يونس ليبلغ قومه أن الله معذبهم بعد ثلاثة أيام؛ بل خرج نبيّ الله يونس لوحده من قرى قومه ولم أجد أحداً كان برفقته من القوم، وخرج إلى مكان خلاء بعيد عن قرى قومه ثم عاد ليلاً لينظر ما فعل الله بهم من بعده فإذا هو يرى قراهم منيرةً بالضوء ولم يحدث لهم شيئاً في نظره، فهو لا يعلم ما حدث من بعده وأنهم قد شاهدوا عذاب الله نازلاً عليهم في السماء وأنهم قد آمنوا كلهم أجمعون فتضرّعوا إلى ربّهم مؤمنين ومستغفرين وتائبين ومنيبين، وسألوا الله بحقّ رحمته التي كتب على نفسه أن ينقذهم من عذابه وأن يرحمهم إنّه هو الغفور الرحيم فغفر الله لهم وأنقذهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    ولذلك أجاب الله دعاء قوم يونس. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٩٨} صدق الله العظيم [يونس].

    وأما القرى الأخرى الذين أهلكهم الله ولم ينفعهم إيمانهم، وذلك لأنهم آمنوا بالله وبالرسول ولكنه ينقصهم التضرع والدعاء فلم يدعوا ربهم أن يكشف العذاب عنهم برحمته بسبب أنهم استيأسوا من رحمة الله ويرون أنه لا مفر لهم من عذابه، وقال الله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥} صدق الله العظيم [الأنبياء]، فانظر لقول الله تعالى: {فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥} صدق الله العظيم.

    فماهي تلك الدّعوى؟ إنها الاعتراف أنهم كانوا ظالمين، وقال الله تعالى:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥} صدق الله العظيم، فإن الله يقول لكم أنه لم ينفعهم إيمانهم بربّهم حين وقوع العذاب كونه لم يرافق الإيمان التضرع الدعاء بل فقط آمنوا واعترفوا أنهم كانوا ظالمين: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥} صدق الله العظيم، ولكن قوم يونس أفتاهم الرجل المؤمن أنه لا ينفع الإيمان والإقرار بالظلم ما لم يرافقه التضرع والدعاء إلى الربّ ليكشف عنهم العذاب، ففعلوا ما وعظهم به. وفي ذلك سرّ إنقاذهم كما يوجد سر إنقاذ أمّة الإمام المهدي كما علمكم أنكم حين ترون عذاب الله أن لا تستيئِسوا من رحمة الله، وأنه لا ينفع الإيمان والإقرار بالظلم ما لم يرافقه الدعاء والتضرع إلى الربّ وهذا ما سوف يحدث بالضبط. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦} صدق الله العظيم [الدخان].

    وصدق عليه الصلاة والسلام إذ قال لي في الرؤيا الحق:
    [فإن مثلك كمثل الرجل المؤمن الذي أنقذ الله بعلمه قوم يونس] اِنتهى..

    ولكننا لا نريد أن نحاجُّكم بالرؤيا بل بآيات الكتاب إذ لا يوجد في الكتاب أمم أنقذهم الله حين وقوع العذاب إلا قوم نبيّ الله يونس وأمّة المهدي المنتظر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ﴿٩٨} صدق الله العظيم [يونس]، وكذلك أمّة المهديّ المنتظَر المقيم فيها. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦} صدق الله العظيم.

    ويا رجل، وتالله لن تبصر الحقّ من ربك ما لم تكن حقاً طالب حقٍّ وتبحث عن الحقّ ولا تريد غير الحقّ سبيلاً فحقَّ على الله الحقّ أن يهديك إلى الحق، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    ـــــــــــــــــــــ
    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=14962



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




المواضيع المتشابهه
  1. من خادم المهدي عليه السلام (عبد الله محمد علي اليماني) إلى الأخ ناصر محمد اليماني
    بواسطة ابوملك في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 31-07-2021, 02:08 AM
  2. [ فيديو ] صوتي: قصة نبي الله يونس عليه الصلاة و السلام
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-08-2013, 05:45 AM
  3. [ فيديو ] يا أيها المهدي المنتظر، ما قولك عن قوم نبي الله يونس عليه الصلاة السلام؟
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-02-2013, 09:18 PM
  4. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17-12-2012, 08:37 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •