(بسم الله الرحمن الرحمن)

(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ٢٢عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ٢٣تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ٢٤يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ ٢٥خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)صدق الله العظيم

أولئك عباد الله الصالحيين كتابهم المرقوم هو جنة المأوى في عليين عند سدرة المُنتهى للمعراج وأما الفُجار أصحاب النار فهم عكس ذلك أسفل سافلين في سجين كتابهم المرقوم والموضح في الكتاب تصديقاً لقول الله تعالى)

وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ{1} الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ{2} وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ{3} أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ{4} لِيَوْمٍ عَظِيمٍ{5} يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ{6} كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ{7} وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ{8} كِتَابٌ مَّرْقُومٌ{9} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{10} الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ{11} وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ{12} إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ{13} كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ{14} كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ{15} ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ{16} ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ{17}صدق الله العظيم

ويوجد في هذا الأيات أية مُتشابهة رقم(15) وهو قول الله تعالى(كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ{15)

صدق الله العظيم

والحجاب هُنى حجاب القولوب عن معرفة ربهم ولذلك هم من رحمته مُبلسون يائسون ولذلك لا يدعون ربهم بل يدعون من دونه عباده الصالحون من الناس والملائكة ليشفعوا لهم عند ربهم ولذلك دُعائهم في ضلال

وقال الله تعالى(
وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ (49)قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)صدق الله العظيم

وأولئك سبب دُعاءهم لعباد الله الصالحين من دونه هو لأن على قلوبهم حجاب عن معرفة ربهم ولذلك هم من رحمته ياسؤن ويلتمسون الرحمة ممن هم أدنى رحمة من الله ليشفعو لهم عند ربهم وقال الله تعالى)

(( ﴿ وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿52﴾ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأعراف:52 ـ 53] صدق الله العظيم

والحجاب هو كنان بين القلب والرب فيحجب عنهم النور الذي بعرفون به رحمة ربهم وعظمته ولذلك يأمنون مكر الله القوم الظالمون وقال الله تعالى)

( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ )
صدق الله العظيم

وكنان القلب هو الحجاب عن معرفة الرب فلا يُبصر الحق بنور القُرأن العظيم وقال الله تعالى)

( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا)صدق الله العظيم

والحجاب يُغطي أعين القلب الباطن فلا تُبصر الحق شيئا تصديقاً لقول الله تعالى)

{ فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } صدق الله العظيم
ومن كان في هذه الدُنيا أعمى القلب عن معرفة الحق فهو كذلك يوم القيامة أعمى عن الحق ولا يزال الحجاب مكانه على القلب عن معرفة الحق تبارك وتعالى تصديقاً لقول الله تعالى)

( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا ) صدق الله العظيم

بمعنى إنه إذا أشرك بالله ويدعو من دونه عباده المقربون ليُقربونهم إلى الله زُلفى ولم يدعون الله وحده و لم يُقدر الله حق قدره فيعرفه حق معرفته في هذه الدُنيا فهو كذلك أعمى عن معرفة ربه ولا يزال مُشرك بربه ومُستمر في الشرك والعمى عن الحق يوم القيامة وقال الله تعالى)

( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ)صدق الله العظيم

وأما سبب قول الله لهم (مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ) هو لانهم لا يزالون يعتقدوا أن شُركائهم الذين كانوا يدعوا من دون الله سوف يشفعوا لهم عند ربهم وقال الله تعالى)

(فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا) ولذلك قال تعالى لهم( (مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ )صدق الله العظيم

وعليه يامعشر النصارى والمُسلمون والناس أجمعين إنه لا يؤمن أكثركم إلا وهم بربهم مشركون نظرا لعدم معرفة الرحمان أنه هو أرحم الراحمين ولو كان الذين يدعون من دونه من هم أدنى رحمة من الله يعرفون أن ربهم هو حقاً أرحم الراحمين لما سألوا الشفاعة من أحد وما توسلوا إلى ربهم إلا برحمته التي كتب على نفسه تصديقاً لقول الله تعالى)

{ كتب ربكم على نفسه الرحمة } صدق الله العظيم
ولاكن المحجوبون عن معرفة الله لم ينالوا رحمته لأنهم لا يسألوا ربهم رحمته بل يلتمسون الرحمة من عباده الذين من دونه لأنهم عن رحمة ربهم يائسون نظرا لعدم معرفة الرب نظرا لغطاء الحجاب على القلب في الدُنيا وفي الأخرة ولربما الجاهل يقول مابال ناصر محمد اليماني يجيب ثم يزيد إضافة لم يُسأل عنها ومن ثم أرد عليه وأقول وذلك حتى لا أجعل للشيطان على أوليائي سبيلا فيشككهم في الحق الذي سبق وأن أفتيتهم فيه عن عدم رؤية الله جهرة وحتى لا يوسوس لهم الشيطان عن طريق هذه الأية المُتشابهة في

بغير الحق ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ{15}صدق الله العظيم

ومن ثم يعتقدوا أنه يقصد الرؤية لذات الله فيتبعوا المُتشابه من\ع أحاديث الفتنة إبتغاء الفتنة وهو الحديث الموضوع بمكر فيضنوا المسلمون أنه جاء بيان لهذه الأية فيعتقدوا أن حديث الرؤية جاء تأويلا لهذه الأية ولذلك فهم يبغون تأويله ولا يريدون تأويله بالباطل بل يعتقدوا أن حديث الرؤية جاء تأويلا لهذه الأية وبسبب حرص الذين لا يريدون إلا التمسك بالأحاديث النبوية وحدها من دون القرأن من الشيعة والسنة أضلتهم أحاديث الفتنة ومنها يتشابه مع ظاهر أيات في القرأن وأعجبهم ذلك فيقولوا أنه جاء هذا الحديث بيان لهم ولا كن يامعشر أهل السنة والشيعة لقد أزاغتم عن المُحكم أم الكتاب في القُران العظيم ولربما يود أخر أن يقول بل عقيدة الشيعة هي عدم رؤية الله جهرة في الدُنيا وفي الأخرة ومن ثم أقول في هذه القيدة هم على حق فيها ولاكن لديهم عقائد أخرى تُخالف لكثير من الأيات المُحكمات فكذلك الأحاديث الوادرة عن أل البيت فيها كثير من الأحاديث المُزيفة عن محمد رسول الله وأله الأطهار وكذلك أهل السنة لديهم أحاديث مُزيفة عن النبي عن الصحابة الأخيار ويا معشر السنة والشيعة إني أُشهد الله وكفى بالله شهيدا إن مُحمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم يدعوكم إلى التمسك بكتاب الله وسنة نبيه الحق التي لا تُخالف لمُحكم مافي القران العظيم ويُحذركم الله ورسوله أن تتمسكوا بحديث يُخالف لأية مُحكمة من أم الكتاب فيتشابه مع أية لا تزال بحاجة للتأويل ثم تذروا المُحكم الواضح والبين فتتبعوا المُتشابه فتزيغُ قلوبكم عن الحق فتهلكوا إني لكم من الله نذيرا مُبين بالبيان الحق للقرأن العظيم وأقسمُ بالله العظيم لا يُجادلني عالم من القرأن إلا غلبته بالحق بإذن الله وإن لم أستطيع فلست الإمام المهد إلى الحق وياعجبي من عُلماء المُسلمين فهم لا يكادوا أن يستعملوا عقولهم شيئا بل إتباع أعمى وأضرب لكم على ذلك مثل الحديث الحق الذي لم يُرد كما لفظه محمد رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم عن فتن المسيح الدجال أنه يحيي ويُميت وتنقاد السماء لأمره فيأمرها أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت فيجعلها جنة مع أنه يدعي الربوبية فهذه الروايات تخالف لكافة أيات الكتاب مُحكمه ومُتشابهه وياقوم هذه حُجج الله الخارقة لا يستطيع الباطل أن ياتي بشئ منها بل لا يستطيعوا أن يخلقوا ذُبابة لانه لا يملك روح القدرة المُطلقة أمر الله (كُن فيكون) وضرب الله لكم على ذلك مثل مقتول بني إسرائيل الذي ضربه موسى بقطعة لحم من البقرة فنهض حياً ليريكم الله أياته الداله على وحدانيته والتي لا يفعلها من يدعي الربوبية سواه سُبحانه وتعالى علوا كبيرا كما أحياء ميت وقد كان ميت مقتول وقال الله تعالى)

( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )صدق الله العظيم

وبما أن نبي الله موسى لا يدعي الربوبية بل يدعوا بني إسرائيل إلى عبادة الله وحده وأصدق الله دعوته بالحق بأية التصديق من عنده لأنه يدعو موسى عليه الصلاة والسلام إلى الحق وحده لا شريك له ولذلك أصدقه الحق بأية التصديق لدعوة الحق الدالة على الحق الذي يدعو إليه نبيي الله موسى عليه الصلاة والسلام فأيده الله بأية لا يستطيع أن يفعلها إلا الذي بعث موسى بالحق وهو الله رب العالمين لذلك قال الله تعالى(فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) فتدبروا قول الله تعالى في نفس الأية)

(كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)صدق الله العظيم

فكيف للمسيح الدجال أن يأتي بأيات الله الدالة على وحدانيته مع أن المسيح الجال يدعي الربوبية أفلا تعقلون ألم يقول الله تعالى(كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)صدق الله العظيم

وما يُبدئ الباطل وما يُعيد وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين

الإمام ناصر مُحمد اليماني