فما ينبغي لكم أن تنفقوا الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً
قبس لمن لا ينطق عن الهوى((العليم بالكتاب)) نفس الله و فرجه
وربّما يودّ رئيس هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن يقاطعني فيقول: "إتقِ الله يا ناصر محمد اليماني، فقد قلت قولاً عظيماً في بيانك هذا فكيف تقول: (فما ينبغي لكم أن تنفقوا الله)؟! فكيف تتهم المُسلمين أنّهم أنفقوا ربّهم سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟".
ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول:
ألم تتنازلوا عن أقرب درجة في حبّ الله وقربه لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم؟ ومعلوم جواب كافة عُلماء المُسلمين جميعاً فسوف ينطقون بلسانٍ واحدٍ فيقولون: "ومن ذا الذي هو أولى بأقرب درجة في حبّ الله وقربه مِن محمد عبده ورسوله؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وانتم عبيدُ من؟ ومن ثمّ أكرر عليهم السؤال فأقول: وأنتم عبيد من تكونون؟ أجيبوني إن كنتم صادقين! ومعلوم جوابهم فسوف يقولون: "نحن عبيد الله". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ إلى الله وأقول: إذاً فقربة إلى من تنازلتم عن التنافس مع العبيد إلى الربّ المعبود؟ ألم تجدوا الذين هدى الله من عباده لم يفضلوا بعضهم بعضاً إلى الربّ بل جميعهم متنافسون مع العبيد أيّهم أحبّ وأقرب إلى الربّ المعبود؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا } صدق الله العظيم [الإسراء:57]
ولكنكم تنازلتم عن منافسة الأنبياء إلى الربّ كونكم ترونهم هم المكرمين وأنتم لستم من المكرمين، وأقول نعم إنّكم لستم من المكرمين حتى تتقوا الله فتعبدوه كما ينبغي أن يُعبد وحده لا شريك له، وأكرم الخلق أتقاهم من عبيده الذين يعبدون الله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: { يَا أيّها النّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } صدق الله العظيم [الحجرات:13]
فما خطبكم لا ترجون لله وقاراً؟ وما خطبكم لا تقدروا ربّكم حقّ قدره؟ ويا قوم ما بعد الحقّ إلا الضلال، فحين أجدكم تنازلتم عن الله ربّكم أن يكون العبد الأحبّ والأقرب أحد الأنبياء فأنتم بذلك قد أنفقتم الله، كونكم تنازلتم عن التنافس إلى أقرب درجة في حبّه وقربه إلى ما سواكم.
ومن ثمّ يلقي إليكم الإمام المهديّ سؤال تكرر في هذا البيان وأقول: فقربةً إلى من تنازلتم عن التنافس في حبّ الربّ؟ للأنبياء ورسله إن كنتم إياه تعبدون! فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ وقال الله تعالى: { فَذَلِكُمُ اللَّهُ ربّكم الحقّ فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } صدق الله العظيم [يونس:32]
ويا قوم إنه يحقّ لكم تنفقوا كل شيء في الدنيا والآخرة من أجل الله طمعاً في التنافس في حبّ الله وقربه ولكنّه لا يحقّ لكم أن تنفقوا الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً. فهو ربّكم وأنتم عبيده أمركم أن تبتغوا إليه الوسيلة بشكل عام للجهاد في سبيله أيكم أحبّ وأقرب، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يَا أيّها الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } صدق الله العظيم [المائدة:35]
وبما أنّ الله لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً بل جميع خلقه عبيد ولذلك فلهم الحقّ في ربّهم سواء، ويحقّ لكافة العبيد التنافس إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب فذلك هو نهج الهدى الحقّ في كتاب الله، تصديقاً لقول الله تعالى: { يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا }صدق الله العظيم [الإسراء:57]
www.the-greatnews.com/showthread.php?3800